عالميًا: أحرّ عام على الإطلاق يؤكد خطورة أزمة المناخ

قالت آن هاريسون، مستشارة سياسات المناخ بمنظمة العفو الدولية، تعقيبًا على تقرير كوبرنيكوس للمناخ العالمي (Copernicus Global Climate Report) الصادر عن الاتحاد الأوروبي، والذي يؤكد أن عام 2023 كان العام الأحرّ على الإطلاق:

“يظهر الوصول إلى هذه العتبة القياسية المقلقة أن احترار المناخ العالمي يزداد بسرعة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب خطيرة على حقوق الإنسان. ومع تسجيل غازات الدفيئة في الغلاف الجوي أعلى مستوياتها على الإطلاق، بات من الواضح على نحو متزايد أننا دخلنا عصرًا مثيرًا للقلق البالغ من عدم الاستقرار المناخي”.

وأردفت آن هاريسون قائلةً: “يفاقم هذا الاحترار موجات الحرارة والجفاف، ويزيد من حرائق الغابات وهطول الأمطار، ويولد عواصف أعتى، كل ذلك يمكن أن يؤثر بشكل مدمّر على البيئة، والتنوع البيولوجي، والفئات المهمشة.

خلال الثماني سنوات منذ توقيع اتفاقية باريس للمناخ، استُنفد ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5درجة مئوية خلال هذا القرن، علمًا أن هذه العتبة وُضعت كحاجز ضد أسوأ تأثيرات تغير المناخ.

خلال الثماني سنوات منذ توقيع اتفاقية باريس للمناخ، استُنفد ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5درجة مئوية خلال هذا القرن، علمًا أن هذه العتبة وُضعت كحاجز ضد أسوأ تأثيرات تغير المناخ.

آن هاريسون، مستشارة سياسات المناخ بمنظمة العفو الدولية

“يجب على الحكومات أن تدعم بشكل عاجل الانتقال العادل إلى مصادر الطاقة المتجددة، ولكنها، في كثير من الأحيان، تختار انتهاك التزاماتها المناخية السابقة أو التقليل منها والتملص من مسؤولياتها الحقوقية. إن تأثير الشركات على عملية صنع القرار على الصعيدين المحلي والعالمي يعني التضحية بالحقوق الإنسانية للأغلبية من أجل أرباح قِلة من أصحاب النفوذ.

فغالبًا ما يتأثر السكان الأصليون، الذين يعدون مشرفين ممتازين على البيئة، بشكل غير متناسب بتغير المناخ واستغلال موارد الطاقة، حيث أن الكثير من الوقود الأحفوري المتبقي على الكوكب يقع تحت أراضي أجدادهم”.

واختتمت آن هاريسون قائلة: “يجب على المجتمع المدني، والحكومات الراغبة، والمنظمات متعددة الأطراف، والعلماء، ونشطاء المناخ، استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات لفك قبضة الوقود الأحفوري ووضع حد لتمويل واستخدام الوقود الأحفوري“.

خلفية

وضح تقرير كوبرنيكوس للمناخ العالمي أن متوسط درجات الحرارة العالمية في عام 2023 وصل إلى رقم قياسي – وهو 14.98 درجة مئوية – أي 1.48درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وعلى الرغم من أن سجلات كوبرنيكوس تعود إلى عام 1850، إلا أن علماءه يعتقدون أن عام 2023 كان أحرّ 12 شهرًا خلال الـ 100,000 عام الماضية. كوبرنيكوس هو مكون مراقبة الأرض في برنامج الفضاء التابع للاتحاد الأوروبي.

ومن المتوقع أن يستمر تأثير ظاهرة النينيو، والذي يُعتقد أنه أدى إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري في عام 2023، حتى عام 2024. تهدد أزمة المناخ الحق العالمي في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة بالإضافة إلى العديد من الحقوق الأخرى، بما في ذلك الحق في الحياة والصحة والسكن اللائق ومستوى معيشي مناسب.