قالت ليخيتا بانرجي، الباحثة والمستشارة المعنية بالتكنولوجيا وحقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية، ردًا على الأنباء التي تحدثت عن إرسال شركة أبل Apple عالميًا دفعة جديدة من إشعارات التهديدات، ومن ضمن هذه الإشعارات تلك الموجّهة إلى زعماء في المعارضة وصحفيين هنود، علمًا أن الإشعارات تشير إلى أن هواتفهم الآيفون الخليوية ربما كانت هدفًا “لمهاجمين يحظون برعاية الدولة”، إن:
“هذه الدفعة الأخيرة من إشعارات التهديدات المرسلة من أبل تؤكد أن إساءة استخدام برامج التجسس شديدة التطفّل من جانب جهات فاعلة تابعة للدولة حول العالم تتواصل بلا هوادة، مستهدفةً المدافعين عن حقوق الإنسان، والصحفيين، والسياسيين. وقد أسهم غياب مشين للمساءلة والشفافية في إشاعة مناخ من الإفلات من العقاب، مفضيًا إلى ما يبدو أنه فضيحة أخرى تتعلق بالمراقبة، على الرغم من الفضائح المتكررة والمعلومات التي انكشفت مرارًا.
إشعارات التهديدات المرسلة من أبل تؤكد أن إساءة استخدام برامج التجسس شديدة التطفّل من جانب جهات فاعلة تابعة للدولة حول العالم تتواصل بلا هوادة.
ليخيتا بانرجي، الباحثة والمستشارة المعنية بالتكنولوجيا وحقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية
“وفي الهند واجهت منظمات مجتمع مدني وصحفيون ونشطاء في الماضي مراقبة غير مقيدة وغير قانونية. وقد استُخدمت تكنولوجيا برامج التجسس لقمع حقوق الإنسان والتضييق على حرية التجمع والتعبير. وفي هذه الأجواء، تثير الأنباء المتعددة حول تلقي صحفيين بارزين وزعماء بارزين في المعارضة إشعارات أبل قلقًا خاصًا في الأشهر السابقة للانتخابات العامة التي ستجري على صعيد الولايات والصعيد الوطني. ولا يمكن السماح للمراقبة غير القانونية بأن تستمر.
“وتكرر منظمة العفو الدولية دعوتها بأن تحظر جميع الحكومات على الفور استخدام برامج التجسس شديدة التطفّل التي لا يمكن إخضاعها للتمحيص أو الحد من وظيفتها بصورة مستقلة. ويجب أن تجري هيئات مستقلة معنية تحقيقات سريعة ومحايدة في إشعارات أبل الأمنية. وينبغي وضع حد لإساءة استخدام تكنولوجيا برامج التجسس.”
خلفية
في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أرسلت أبل إشعارات تهديدات حول العالم في دول متعددة إلى أشخاص معرضين للخطر – ومن ضمن الدول الهند – محذرةً من أن أجهزة أبل الخليوي والحسابات العائدة لهم تعرّضت للاستهداف من جانب “مهاجمين يحظون برعاية الدولة”. وقد أرسلت أبل دفعات متعددة من إشعارات التهديدات هذه منذ نوفمبر/تشرين الأول 2021. وفي الحالات السابقة، أكدت التحقيقات الجنائية اللاحقة في أعقاب هذه التحذيرات أن العديد من الأشخاص الذين أخطرتهم أبل قد استُهدفوا بالفعل وأن أجهزتهم قد أُصيبت ببرامج تجسس مثل بيغاسوس.
وفي 2020، كشفت منظمة العفو الدولية وسيتزن لاب Citizen Lab كيفية استهداف مدافعين عن حقوق الإنسان في عملية برمجيات خبيثة منسّقة باستخدام برمجيات خبيثة متاحة تجاريًا.
وفي عام 2021 كشفت منظمة العفو الدولية في إطار مشروع بيغاسوس كيف أن المجتمع المدني وصحفيين في الهند استُهدفوا وأُصيبت أجهزتهم باستخدام برامج بيغاسوس التجسسية التي تصنعها مجموعة إن إس أو. وإثر ما كشفه مشروع بيغاسوس، شكُلت المحكمة العليا في الهند لجنة فنية للتحقيق في الانتهاكات المتعلقة بهذه البرامج.
وفي عام 2022 أنجزت اللجنة تحقيقها، لكن المحكمة لم تذع نتائج التقرير على الملأ. وأشارت المحكمة أيضًا إلى أن السلطات الهندية “لم تتعاون” مع تحقيقات اللجنة الفنية.
وسيواصل مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية الرصد وتقديم الدعم إلى أفراد المجتمع المدني حول العالم الذين تلقوا هذه الإشعارات الأمنية الأخيرة من أبل. فإذا كنت مدافعًا عن حقوق الإنسان، أو ناشطًا، أو صحفيًا تلقى تنبيهًا كهذا، اتصل/ي بنا للحصول على دعم خاص بالتحليل الجنائي الرقمي.