التغير المناخي أهم قضية حيوية في عصرنا – استطلاع آراء جيل الشباب

  • التغير المناخي اعتُبِر أحد أكثر القضايا أهمية من بين المشاكل التي تواجه العالم، في استطلاع آراء شمل أكثر من 10,000 شاب وشابة

  • منظمة العفو الدولية تُحذِّر من أن هناك شباب يعيشون في نظام فاشل

  • القادة يخونون جيلا كاملاما لم يتخذوا أي إجراءات الآن

خلصت منظمة العفو الدولية في استطلاع جديد ورئيسي للآراء نشرته وشارك فيه الشباب بمناسبة يوم حقوق الإنسان إلى أن التغير المناخي يُعتَبر واحدا من أهم القضايا التي تواجه العالم.

وفي ظل نشر نتائج الاستطلاع بالتزامن مع اجتماع الحكومات في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في إسبانيا، تحذر منظمة العفو الدولية قادة العالم من أن تقاعسهم عن معالجة أزمة التغير المناخي جعلهم بعيدين عن اهتمامات الشباب.

وقال كومي نايدو، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، “خلال هذا العام عندما يتجند الشباب بأعداد هائلة من أجل المناخ، فلن يكون مفاجئا أن الكثيرين من الذين شاركوا في الاستطلاع اعتبروا هذه المسألة واحدة من أهم القضايا التي تواجه العالم”.

وأضاف “بالنسبة إلى الشباب، تعتبر أزمة المناخ من التحديات الحاسمة في عصرهم. هذا ناقوس خطر يرِّن أمام قادة العالم بحيث يجب عليهم اتخاذ إجراءات أكثر حسما لمعالجة حالة الطوارئ المناخية أو المجازفة بخيانة أجيال الشباب أكثر فأكثر”.

خلال هذا العام عندما يتجند الشباب بأعداد هائلة من أجل المناخ، فلن يكون مفاجئا أن الكثيرين من الذين شاركوا في الاستطلاع اعتبروا هذه المسألة واحدة من أهم القضايا التي تواجه العالم

كومي نايدو

واستجوبت شركة إبسوس موري Ipsos MORI، نيابة عن منظمة العفو الدولية، أكثر من 10,000 شاب تتراوح أعمارهم ما بين 18 و25 عاما، ويُعرفُون أيضا باسم جيل الشباب في 22 بلدا من أجل استطلاع آراء مُتعلِّق بـ “مستقبل الإنسانية”.

وطُلِب منهم أن يدلوا بآرائهم بشأن الوضع الحالي لحقوق الإنسان في بلدهم والعالم، وما هي القضايا التي يشعرون أنها الأهم في نظرهم، وما هي الجهة التي يرون أنها مسؤولة عن التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان.

وطُلِب من المُستجوبين اختيار خمس قضايا كحد أقصى من بين قائمة تضم 23 قضية رئيسية تواجه العالم. وفي المجموع، قال 41% من المستجوبين إن التغير المناخي يُعتبر أحد أهم القضايا التي تواجه العالم بحيث أضحى أكثر قضية يتم الاستشهاد بها على الصعيد العالمي، يليه التلوث الذي ذكره 36% من المستجوبين واختار 31% الإرهاب.

ويعتبر الاحتباس الحراري أيضا من القضايا التي يشيع جدا الاستشهاد بها باعتباره من أهم القضايا البيئية التي تواجه العالم (57%) من بين 10 قضايا بيئية مثل تلوث المحيطات، وتلوث الهواء، وإزالة الغابات.

ومضى كومي نايدو يقول: “بمناسبة الاحتفال بيوم حقوق الإنسان، علينا أن ندرك أزمة المناخ قد تكون القضية الفارقة بالنسبة إلى الأجيال الأكثر شبابا. الحق في بيئة صحية، بما في ذلك مناخ آمن، ضروري للتمتع بالعديد من الحقوق الأخرى. إنه من حق الشباب اليوم أن يضطروا إلى أخذ زمام المبادرة لتأكيد قناعاتهم”.

جيل الشبابيعيش داخل نظام فاشل

بيد أن نتائج استطلاع الآراء تتجاوز أزمة المناخ، الأمر الذي يعكس الصراعات والمخاوف اليومية التي تواجه جيل الشباب في بلدانهم.

على الصعيد الوطني، تم ذكر الفساد باعتباره من أهم القضايا المطروحة (36%)، يليه عدم الاستقرار الاقتصادي (26%)، والتلوث (26%)، وغياب المساواة في الدخل (25%)، والتغير المناخي (22%)، والعنف ضد النساء (21%).

وقال كومي نايدو:”هذا الجيل يعيش في عالم تزداد فيه حالة عدم المساواة، وانعدام الاستقرار الاقتصادي، والتقشف، وحيث يتم اهمال عدد هائل من الناس “.

وأضاف “في مواجهة كل هذا، الرسالة التي وجهها الشباب واضحة. نحن نعيش في داخل نظام فاشل. أزمة المناخ، والتلوث، وتدني مستويات المعيشة، كل هذه الأمور دليل على الحقيقة المفزعة بشأن استغلال الأقوياء لقوتهم لتحقيق مكسب أناني وفي الغالب على المدى القصير”.

وتأتي نتائج الاستطلاع في وقت تندلع فيه موجة احتجاجات جماعية واسعة في مختلف مناطق العالم، من الجزائر إلى شيلي، وهونغ كونغ، وإيران، ولبنان، والسودان. وقاد الشباب والطلبة، إلى حد بعيد، العديد من هذه الحركات إذ انتقدوا بغضب الفساد، وانعدام المساواة، وانتهاكات السلطة وواجهوا قمعا عنيفا بسبب هذه الاحتجاجات.

وقال كومي نايدو: “تؤمن منظمة العفو الدولية أن الشباب يرغبون في رؤية تحولات على مستوى النظام. إنهم يرغبون في مراعاة حالة الطوارئ المناخية، وانتهاكات السلطة. إنهم يرغبون في رؤية مستقبل مختلف تمام الاختلاف يُشرِق من جديد بدلا من الدمار الذي نتجه إليه”.

الدعوة إلى تغيير النظام بناء على حقوق الإنسان

بالإضافة إلى التغير المناخي، ثَمَّنَت أغلبية واضحة من الشباب الاهتمام بحقوق الإنسان بصفة عامة إذ يرغبون في أن تتحمل حكوماتهم المسؤولية الكبرى عن حماية حقوق الإنسان، حسب نتائج استطلاع الآراء الذي يحمل عنوان “مستقبل الإنسانية”.

واتفقت أغلبية المستجوبين في الاستطلاع على ما يلي:

  • حماية حقوق الإنسان ضرورية بالنسبة إلى مستقبل البلدان التي خضعت إلى الاختبار (73% موافقون في مقابل 11% غير موافقين)؛
  • على الحكومات أن تتعامل مع رفاهية مواطنيها بجدية أكبر مقارنة بالنمو الاقتصادي (63% موافقون في مقابل 13% غير موافقين)؛
  • يجب حماية حقوق الإنسان، حتى لو كان لها تأثير سلبي على الاقتصاد (60% موافقون في مقابل 15% غير موافقين).

وكشفت النتائج أيضا عن اعتقاد لا لبس فيه بين الشباب في كل بلد من البلدان المشاركة في استطلاع الآراء مفاده بأن على الحكومات أن تتحمل معظم المسؤولية لضمان تعزيز حقوق الإنسان إذ اعتبر 73% من المستجوبين في المجموع أن الحكومات وليس الأفراد (15%) مسؤولة عن حماية حقوق الإنسان. ورأى 6% من المستجوبين أن قطاع الأعمال مسؤول عن حماية حقوق الإنسان في حين اعتبر (4%) من المستطلعة آراؤهم أن الجمعيات الخيرية مسؤولة عن حماية حقوق الإنسان.

وبالإضافة إلى النتائج التي تظهر أن معظم الشباب يؤمنون بأن المشاركة في الانتخابات طريقة فعالة لإحداث التغيير في مجال حقوق الإنسان، فإنه إلى جانب الإضراب أو حضور احتجاج، لم تحمل النتائج أخبارا سيئة في مجملها بالنسبة إلى القادة الذين “يرغبون في الاستماع”.

واختتم كومي نايدو: “إذا كان قادة العالم يرغبون في الاستماع بعناية، فإنهم سيلاحظون أن جيل الشباب لا يطلب تعديلات بسيطة. الشباب يطلبون تغييرات جوهرية تلائم الطريقة التي يعمل بها العالم. إذا تقاعس قادة العالم عن أخذ هذا الأمر على محمل الجد، فإنهم يجازفون بخيانة جيل بأكمله”.

“وإذا كانت أحداث عام 2019 تعلمنا شيئا ما، فإن جيل الشباب يستحق أن يكون في منخرطاً عندما يتعلق الأمر بأخذ قرارات تخصه. ما لم تكن أصوات أولئك الذين يتصدرون المشهد جزءا من النقاش بشأن كيفية معالجة التحديات التي تواجه الإنسانية، فإن الأزمات التي نشهدها في العالم ستزداد سوءا”.

“وقبل كل شيء، يجب على الحكومات أن تَسْتَهِّل العقد الجديد بإجراءات ذات مغزى لمعالجة حالة الطوارئ المناخية، وتقليص عدم المساواة في الدخول وطرح إصلاحات حقيقية بغية إنهاء انتهاكات السلطة. نحتاج إلى إدخال تغييرات منهجية، قائمة على حقوق الإنسان، إلى النظامين الاقتصادي والسياسي الذين أوصلانا إلى حافة الهاوية”.