لبنان: يجب على السلطات توفير الحماية للمحتجين ضد الهجمات العنيفة التي يقوم بها مؤيدو الحكومة

قالت لين معلوف، مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، تعقيباً على ما وقع من هجمات قامت بها جهات فاعلة غير تابعة للدولة ضد المحتجين السلميين، خلال الليلتين الماضيتين، في كل من العاصمة بيروت ومدينة صور الجنوبية:

“إن صور الرجال الذين يحملون أعلام اثنين من الأحزاب السياسية في الحكومة وهما حزب الله وحركة أمل، مسلحين بالهراوات الحديدية والسكاكين والأحجار، ويلاحقون ويضربون المحتجين في الأزقة، ويضرمون النيران في الخيام، ويدمّرون الممتلكات الخاصة في اليومين الماضيين، أمر يثير القلق البالغ، ويتطلب اتخاذ إجراءات حازمة وفورية من جانب السلطات”.

لكن الهجمات، التي تبدو وكأنها منسقة، على مدار اليومين الماضيين، قد تشير إلى تصعيد خطير. يجب أن تتحرك السلطات على الفور لحماية المحتجين، وصيانة الحق في التجمع السلمي.

لين معلوف، مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية

“وليست هذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها أنصار هذين الحزبين موقعًا للاحتجاج. ومنذ اندلاع الاحتجاجات، وثقت منظمة العفو الدولية وقوع هجمات مماثلة في النبطية وصور وبيروت.  ففي بعض الحالات، تعرض المحتجون للهجوم بالأسلحة. وعلى حد علمنا، لم تتم محاسبة أي شخص، ناهيك عن إلقاء القبض عليه”.

ويجب أن يشمل ذلك محاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان، من قبيل هذه الهجمات العنيفة. ومن واجب القوات العسكرية والأمنية ضمان حماية الحق في الاحتجاج السلمي، وحماية جميع الأفراد من الهجمات العنيفة التي يشنها المحتجون المنافسون، والأفراد المسلحون.

لين معلوف، مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية

“لكن الهجمات، التي تبدو وكأنها منسقة، على مدار اليومين الماضيين، قد تشير إلى تصعيد خطير. يجب أن تتحرك السلطات على الفور لحماية المحتجين، وصيانة الحق في التجمع السلمي. ويجب أن يشمل ذلك محاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان، من قبيل هذه الهجمات العنيفة. ومن واجب القوات العسكرية والأمنية ضمان حماية الحق في الاحتجاج السلمي، وحماية جميع الأفراد من الهجمات العنيفة التي يشنها المحتجون المنافسون، والأفراد المسلحون”.

خلفية:

على مدار الليلتين الماضيتين (24 و25 نوفمبر/تشرين الثاني)، جابت مجموعات من الرجال يركبون الدراجات النارية، ويحملون أعلام أمل وحزب الله، العديد من الطرق الرئيسية في العاصمة بيروت وفي صور، وهم يرددون هتافات مناهضة للاحتجاج، بما في ذلك تصريحات تحرض على العنف ضد المحتجين.  دخلت مجموعات منهم إلى ساحة الشهداء في بيروت وساحة العلم في صور، حيث كان المحتجون يتجمعون منذ الشهر الماضي. وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني، ألقى المهاجمون الحجارة، واستخدموا السكاكين ضد المحتجين الذين تجمعوا عند جسر الرينغ في بيروت. ورد الجيش بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المهاجمين والمحتجين، ونشر درع بشري لفصل المجموعتين.

ثم واصل المهاجمون ملاحقة المحتجين الفارين إلى الشوارع المجاورة، ودمروا السيارات، وواجهات المحلات في الطريق، قبل أن يدمروا – للمرة الثانية في أقل من شهر – خيام المحتجين في ساحة الشهداء. وقد أبلغ الدفاع المدني عن إصابة عشرة محتجين. وفي الليلة التالية، هاجمت قوافل الدراجات النارية ساحة العلم في صور، ودمرت وأضرمت النيران في عدة خيام، بينما كانت هناك قوافل أخرى مماثلة قد خرجت على نطاق واسع في بيروت، وأمام مواقع الاحتجاج فيها.