السودان: ضباط الأمن يلاحقون المحتجين المصابين داخل مستشفى

اقتحم ضباط الأمن السودانيون الليلة الماضية مستشفى وأطلقوا الرصاص الحي، والغاز المسيل للدموع، مروعين المرضى والعاملين بالمستشفى، بينما كانوا يبحثون عن أشخاص يلتمسون العلاج بعد إصابتهم بأعيرة نارية خلال الاحتجاجات، في وقت سابق من اليوم، بأم درمان، على أطراف الخرطوم.

وقد فتح ضباط الأمن النار في فناء المستشفى، ثم دخلوا إلى قسم الطوارئ والأقسام الطبية في مستشفى أم درمان، وهم يتعاملون بعنف معالمرضى والأطباء.

إن هذا الهجوم على مستشفى انتهاك صارخ للقانون الدولي.

سارة جاكسون، نائبة مدير برنامج شرق أفريقيا والقرن الأفريقي ومنطقة البحيرات العظمى

وقالت سارة جاكسون، نائبة مدير برنامج شرق أفريقيا والقرن الأفريقي ومنطقة البحيرات العظمى: “إن هذا الهجوم على مستشفى انتهاك صارخ للقانون الدولي. فقد تعرض المرضى والأطباء في مستشفى أم درمان للهجوم بالغاز المسيل للدموع والطلقات الحية، في الوقت الذي صعدت فيه قوات الأمن السودانية من مهمتها لقمع الاحتجاجات السلمية”.

“فيجب أن يكون هناك تحقيق عاجل في هذا الهجوم المروع، ويجب محاسبة جميع الضباط المتورطين. كما يجب على حكومة السودان أيضاً اتخاذ إجراءات فورية لوقف عمليات إطلاق النار على المحتجين، واحترام حق الشعب السوداني في حرية التعبير “.

فيجب أن يكون هناك تحقيق عاجل في هذا الهجوم المروع، ويجب محاسبة جميع الضباط المتورطين

يجب أن يكون هناك تحقيق عاجل في هذا الهجوم المروع، ويجب محاسبة جميع الضباط المتورطين.

سارة جاكسون، نائبة مدير برنامج شرق أفريقيا والقرن الأفريقي ومنطقة البحيرات العظمى

منذ 13 ديسمبر/كانون الأول 2018، اندلع أكثر من 380 احتجاجاً في أنحاء السودان ضد غلاء المعيشة. وقد قُتل أكثر من 40 شخصاً، وتعرض كثيرون آخرون لإصابات خطيرة، حيث قام ضباط أمن الحكومة بقمع المحتجين بصورة عنيفة. وتم اعتقال أكثر من 1000 شخص.

وفي 9 يناير/ كانون الثاني، قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل، عندما فتحت قوات الأمن النار على المحتجين في أم درمان، بينما استُدعي نقل ثمانية أشخاص إلى المستشفى مصابين بأعيرة نارية في الرأس والصدر والبطن والساقين.

وقد دعت منظمة العفو الدولية اليوم إلى الإفراج العاجل عن رجل أُطلق عليه الرصاص، وأصيب في الاحتجاجات التي اندلعت في 25 ديسمبر/ كانون الأول، وهو الآن محتجز لدى ضباط الأمن من جهاز المخابرات والأمن الوطني السوداني.

فقد أصيب ياسر السر علي، البالغ من العمر 57 عاماً، بجروح خطيرة في إحدى احتجاجات الخرطوم، عاصمة السودان. فأحدثت رصاصة كسراً في أضلاعه، وثقباً في رئة، واستقرت في الحبل الشوكي. وبعد استقرار حالته في المستشفى، كان من المقرر أن يسافر إلى الإمارات العربية المتحدة لتلقي علاج متخصص في العمود الفقري، لكن ضباط جهاز المخابرات والأمن الوطني قبضوا عليه في 5 يناير/ كانون الثاني. ولايزال مكان وجوده غير معروف.

يجب على السلطات السودانية إطلاق سراح ياسر السر علي فوراً والسماح له السفر لتلقي العلاج. فحياته في خطر ويحتاج إلى عناية طبية متخصصة عاجلة.

سارة جاكسون، نائبة مدير برنامج شرق أفريقيا والقرن الأفريقي ومنطقة البحيرات العظمى

واختتمت سارة جاكسون قائلة: “ويجب على السلطات السودانية إطلاق سراح ياسر السر علي فوراً والسماح له السفر لتلقي العلاج. فحياته في خطر ويحتاج إلى عناية طبية متخصصة عاجلة”.

“كما يجب عليها أيضاً الإفراج الفوري وغير المشروط عن الأشخاص الذين اعتقلوا لمجرد الاحتجاج السلمي.  فليست الدعوة إلى تحقيق مستوى معيشي أفضل بجريمة”.