تركيا: استمرار القمع القاسي خلال موجة جديدة من الاعتقالات للناشطين والأكاديميين

قال أندرو غاردنير، مدير الاستراتيجية والبحوث في الفرع التركي لمنظمة العفو الدولية، تعقيباً على اعتقال 13 من أعضاء المجتمع المدني في تركيا اليوم بشأن التحقيق في قضية زعيم المجتمع المدني المسجون عثمان كافالا:

“تظهر هذه الموجة الأخيرة من الاعتقالات للأكاديميين والناشطين، استناداً إلى ادعاءات تثير السخرية، أن السلطات عازمة على مواصلة قمعها القاسي للمجتمع المدني المستقل، كما تبدد أي وهم بأن تركيا قد عادت إلى الحياة العادية بعد رفع حالة الطوارئ.

تظهر هذه الموجة الأخيرة من الاعتقالات للأكاديميين والناشطين، استناداً إلى ادعاءات تثير السخرية، أن السلطات عازمة على مواصلة قمعها القاسي للمجتمع المدني المستقل.

أندرو غاردنير، مدير الاستراتيجية والبحوث في الفرع التركي لمنظمة العفو الدولية

إن حقيقة احتجازهم فيما يتعلق بالأنشطة غير الضارة المزعومة حول احتجاجات “منتزه غيزي” السلمية إلى حد كبير، في 2013، تظهر كيف أن السلطات التركية اليائسة ستقوم بقمع أي شكل من أشكال المعارضة.

تبدد هذه الإعتقالات أي وهم بأن تركيا قد عادت إلى الحياة العادية بعد رفع حالة الطوارئ.

أندرو غاردنير، منظمة العفو الدولية

 “من المعلوم أن عمليات الاعتقال هي جزء من التحقيق في شأن زعيم المجتمع المدني المسجون، عثمان كافالا، الذي – بعد مرور أكثر من عام على احتجازه – لم يُتهم بعد أو لم تقدم ضده أدلة على ارتكابه جريمة معترف بها دوليًا. ويجب الإفراج فوراً ودون قيد أو شرط عن عثمان كافالا وجميع المعتقلين اليوم، ويجب وضع حد لحملة القمع ضد المجتمع المدني المستقل في تركيا”.

خلفية

ووفقاً لمعلومات وردت من مديرية أمن اسطنبول، كان من بين المعتقلين موظفي مؤسسة الأناضول الثقافية (أناضولو كولتور)، إلى جانب أفراد بارزين فاعلين في المجتمع المدني. والمحتجزون هم: أسينا غونال، آيشغول غوزيل، بورا ساري، فيليز تيليك، وهاكان ألتيناي، وهانده أوزابيش، وميلتم اصلان، وييجيت علي إميكسي، وييجيت أكساكوغلو، ويوسف سيفير، إلى جانب تورغوت تارهانلي، أستاذ بارز في قانون حقوق الإنسان، وبيتول تانباي  أستاذة الرياضيات، ومنتج الأفلام شيجدم مطر.

وحسبما ورد، فقد صدرت أوامر الاعتقال ضد 20 شخصاً، في أربع مدن تركية، فيما يتعلق بالأنشطة المزعومة بشأن احتجاجات “منتزه غيزي” السلمية إلى حد كبير، والتي اندلعت عبر تركيا إثر تفريق الشرطة العنيف لمجموعة صغيرة من المحتجين في منتزه غيزي باسطنبول في مايو/أيار 2013. والأفراد الثالثة عشر قيد الاحتجاز حالياً، ومن بينهم نشطاء من المجتمع المدني لهم صلة بمؤسسة الأناضول الثقافية (أناضولو كولتور)، وهي منظمة مدنية يقودها عثمان كافالا، ومعهد المجتمع المنفتح، حيث كان أحد أعضاء مجلس إدارته في تركيا.

وتشمل الادعاءات الموجهة ضد المعتقلين: تنظيم اجتماعات “لتعميق وانتشار” احتجاجات منتزه غيزي، ودعوة المدربين والمشرفين على مواضيع “العصيان المدني والأنشطة غير العنيفة”، والقيام بأنشطة إعلامية لمواصلة “عملية منتزه غيزي”، وأنشطة لوقف تصدير الغاز المسيل للدموع إلى تركيا. وحتى لو كان هذا الأمر صحيحًا، فهذه كلها أنشطة مشروعة يكفلها الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات، والانضمام إليها، والحق في التجمع السلمي.