قالت منظمة العفو الدولية اليوم إنه في تطور مخيف أطلقت سلطات المملكة العربية السعودية ووسائل الإعلام المتحالفة مع الحكومة حمل تشهير عامة ليلة أمس في محاولة لتشويه سمعة ستة محتجزين من المدافعين عن حقوق المرأة ووصفتهم بأنهم “خونة”، وذلك عقب القبض عليهم هذا الأسبوع.
وبعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي صدرت بيانات رسمية في وسائل الإعلام التابعة للدولة، اتهمت فيها ستة نشطاء وشخص سابع بتشكيل “خلية” تمثل تهديداً لأمن الدولة لقيامها “بالتواصل مع جهات خارجية بهدف النيل من أمن واستقرار السعودية وسلمها الاجتماعي، والمساس باللحمة الوطنية “. كما نُشر “هاشتاغ” يصفهم بأنهم “عملاء للسفارات”، إلى جانب نشر رسوم أظهرت وجوه النشطاء الستة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويُعتقد أن البيان الرسمي يشير إلى المدافعين عن حقوق الإنسان البارزين الستة الذين قُبض عليهم في هذا الأسبوع، والذين لم تُعلن أسماؤهم، ومن بينهم لجين الهذلول، الناشطة المعروفة ضد حظر قيادة السيارة المفروض على النساء في المملكة العربية السعودية.
وقالت سماح حديد، مديرة الحملات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفوالدولية: إن حملة التشهير المروعة تُعتبر تطوراً مثيراً للقلق العميق لدى للنساء المدافعات عن حقوق الإنسان في السعودية. وإن مثل أساليب الترهيب الصارخة هذه لا مبرر لها على الإطلاق.”
إن حملة التشهير المروعة تُعتبر تطوراً مثيراً للقلق العميق لدى للنساء المدافعات عن حقوق الإنسان في السعودية. وإن مثل أساليب الترهيب الصارخة هذه لا مبرر لها على الإطلاق.
سماح حديد، مديرة الحملات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفوالدولية
“فقد قدَّم ولي العهد محمد بن سلمان نفسه “كمصلح”، ولكن مثل تلك الوعود ذهبت هباءً في خضم حملة القمع المكثفة لأصوات المعارضة في المملكة. كما أن تعهداته لا تعني شيئاً إذا كان الأشخاص الذين ناضلوا من أجل الحق في قيادة السيارة يقبعون جميعاً خلف القضبان بسبب نضالهم السلمي من أجل حرية التنقل والمساواة.
“إننا ندعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع النشطاء الذين ما زالوا محتجزين لا لشيء إلا بسبب عملهم في مجال حقوق الإنسان.”
مدافعون عن حقوق المرأة خلف القضبان
لقد ناضل العديد من المدافعين عن حقوق المرأة ضد حظر قيادة السيارة المفروض على النساء في السعودية منذ زمن بعيد. ومن المقرر رفع الحظر في الشهر القادم، مع إصدار رخص القيادة ابتداء من 24 يونيو/حزيران.
إن لجين الهذلول شخصية معروفة جيداً بنضالها ضد حظر قيادة السيارة. وكان قد قُبض عليها في منزلها عشية يوم الثلاثاء الموافق 15 مايو/أيار. وهي محتجزة حالياً في سجن الحائر في العاصمة الرياض. بيد أن سبب اعتقالها لا يزال غير واضح.
وقالت سماح حديد: “يبدو أن لجين الهذلول استُهدفت مرة أخرى بسبب عملها السلمي ودفاعها عن حقوق المرأة التي تتعرض للانتهاك على نحو مستمر في السعودية.”
ولا يمكن للسعودية إعلان دعمها لحقوق المرأة وغيرها من الإصلاحات على الملأ، في الوقت الذي تستهدف المدافعات عن حقوق المرأة والنشطاء بسبب ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير والتجمع وتكوين الجمعيات والانضمام إليها.
سماح حديد
“ولا يمكن للسعودية إعلان دعمها لحقوق المرأة وغيرها من الإصلاحات على الملأ، في الوقت الذي تستهدف المدافعات عن حقوق المرأة والنشطاء بسبب ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير والتجمع وتكوين الجمعيات والانضمام إليها.”
وكانت إيمان النفجان، وهي مدوِّنة ومدافعة كرست جهودها من أجل الدفاع عن حقوق المرأة، إحدى المناضلات القياديات من أجل الحق في قيادة السيارة. وفي عام 2013 كتبت مدونة من أجل منظمة العفو حول الموضوع. كما أن عزيزة اليوسف مناضلة قيادية من أجل الحق في قيادة السيارة وإلغاء نظام ولاية الرجل في السعودية. وكانت المرأتان قد شاركتا في تحدي حظر قيادة المرأة للسيارة في الرياض في عام 2013، وتعرَّضتا للمضايقة وأُخضعتا للاستجواب بسبب عملهن في مجال حقوق الإنسان ونشاطهما من أجل حقوق المرأة في بلدهما.كما ناضلت الدكتورة عائشة المانع، وهي محامية ومدافعة عن حقوق المرأة، من أجل حق المرأة في قيادة السيارة في السعودية منذ مطلع التسعينيات من القرن المنصرم.
الدكتور ابراهيم المديميغ محام ومدافع عن حقوق المرأة. ومحمد الربيعة ناشط شبابي أقام صالوناً أدبياً للشباب والشابات في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية .