مصر: يجب وضع حد للحبس الانفرادي لجهاد الحداد وحرمانه من تلقي الرعاية الطبية

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن المعاملة المريعة لجهاد الحداد في سجن العقرب سيء الصيت أمر غير إنساني وغير مقبول؛ وذلك في معرض ردها على المعلومات الجديدة التي تفيد بأن سلطات السجن صادرت كرسيه المتحرك، ومقتنياته الأخرى، وأعادته إلى الحبس الانفرادي؛ بعد أن قضى شهراً في سجن ليمان طرة في انتظار العلاج الطبي الذي لم يتلقه.

وقالت نجية بونعيم، مديرة الحملات لشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية: “إن منظمة العفو الدولية تشعر بقلق بالغ إزاء تدهور صحة جهاد الحداد، والظروف السيئة التي يُحتجز فيها. فالظروف اللاإنسانية التي تعرض لها جهاد منذ احتجازه في 2013، بما في ذلك الحبس الانفرادي المطول، أدت إلى الكثير من معاناته المستمرة، وألمه والحاجة إلى كرسي متحرك. فعندما وصل إلى السجن كان رجلًا صحياً في أوائل الثلاثينيات من عمره، والآن لا يستطيع الوضوء أو استخدام الحمام دون مساعدة”.

“فمنذ سبتمبر / أيلول 2013، وجهاد رهن الحبس الانفرادي. وقد قدم محاموه، وأفراد عائلاته، العشرات من الشكاوى إلى النيابة العامة ووزارة الداخلية، والمحكمة التي كان جهاد قد حُوكم أمامها؛ من أجل المطالبة بتحسين الظروف التي يُحتجز فيها، بما في ذلك توفير سرير له، والسماح له بزيارات عائلية، والسماح لأقاربه بإحضار الطعام له، وتوفير الرعاية الطبية الأساسية والمساعدة الضرورية له.  ولكن كل هذه الشكاوى لم يتم الاستجابة لها “.

وفي 8 أبريل/ نيسان، نقلت سلطات السجن جهاد إلى سجن ليمان طرة لأنه لم يكن قادراً على التنقل دون مساعدة. وفي إحدى المناسبات، تمكنت زوجته من زيارته، فقال لها إنه نُقل إلى ليمان طرة لأن طبيب السجن نصحه بإجراء فحص طبي. ومع ذلك، رفضت سلطات السجن السماح له بتلقي الفحص.

وفي 10 مايو/أيار، تم إخراج جهاد من زنزانته لحضور جلسة المحكمة، وأبلغ أقاربُ سجناء آخرين أسرته بأنه بعد انعقاد جلسة المحكمة رفض مأمور سجن ليمان طرة السماح له بالعودة إلى سجن ليمان طرة، وأمر حراس السجن بنقله إلى سجن العقرب. وقال المأمور أن هذه أوامر جاءت من “قطاع الأمن الوطني”. وقد أخبر عبد الله شقيق جهاد منظمة العفو الدولية أن مأمور السجن رفض السماح له بدخول السجن للحصول على نقوده من حساب مقصف السجن.

وفي 7 مايو/ أيار، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً بعنوان “سحق البشرية: إساءة استخدام الحبس الانفرادي في السجون المصرية“، والذي تضمن حالة جهاد الحداد في الحبس الانفرادي المطول لأجل غير مسمى. وخلصت منظمة العفو الدولية إلى أن معاملة الحداد في السجن هي بمثابة تعذيب نظراً للوقت الذي قضاه في الحبس الانفرادي وغيره من الانتهاكات التي تعرض لها.

في 10 مايو / أيار، صادرت سلطات السجن الكرسي المتحرك لجهاد الحداد، إلى جانب أغراض شخصية أخرى، عندما كان في جلسة المحكمة، وأعادته إلى الحبس الانفرادي في سجن العقرب.

وكان والده عصام الحداد، المستشار الرئاسي السابق لمحمد مرسي، قيد الحبس الانفرادي المطول ولأجل غير مسمى لمدة 23 ساعة في اليوم منذ سبتمبر 2013، وحرم من الزيارات العائلية منذ أكتوبر / تشرين الأول 2016.

واختتمت نجية بونعيم قائلة: “تدعو منظمة العفو الدولية السلطات المصرية إلى اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لوضع حد لهذه الانتهاكات، واحترام حق جهاد الحداد في الكرامة والحماية من التعذيب، وغيره من ضروب المعاملة السيئة”.

خلفية

كان جهاد الحداد المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين. وقد احتُجز رهن الحبس الانفرادي لأجل غير مسمى منذ القبض عليه في 17 سبتمبر/أيلول 2013. كما أنه كان قد وضع في زنزانة انفرادية لمدة 24 ساعة في اليوم طوال أول 18 يوماً من احتجازه في سجن ليمان طرة. وفي نهاية المطاف، سمحت له سلطات السجن بساعة واحدة من التريُّض اليومي خارج الزنزانة، قبل نقله إلى الحبس الانفرادي إلى أجل غير مسمى في سجن العقرب، في يناير/ كانون الثاني 2014. وحُرم الحداد من الزيارات العائلية لمدة عام تقريبًا من سبتمبر/أيلول 2016 إلى أغسطس/آب 2017. واستؤنفت الزيارات، ولكن اقتصرت على 10 دقائق فقط لكل زيارة. ولم تسمح سلطات السجن لأسرته برؤيته منذ مارس/آذار 2018.