البحرين: توجيه تهم تتعلق بالإرهاب إلى مدافعة عن حقوق الإنسان

قالت منظمة العفو الدولية إن قرار السلطات في البحرين بتوجيه تهم تتعلق بالإرهاب إلى ابتسام الصائغ، وهي مدافعة عن حقوق الإنسان ومعتقلة منذ 3 يوليو/تموز 2017، هو بمثابة صفعة قوية لحقوق الإنسان في البلاد.

وكانت ابتسام الصائغ قد تعرضت من قبل للتعذيب، بما في ذلك الاعتداء الجنسي، على أيدي أفراد من جهاز الأمن الوطني البحريني، عندما وُضعت رهن الحجز في مايو/أيار الماضي.

وقالت سماح حديد، مديرة الحملات بمكتب بيروت الإقليمي لمنظمة العفو الدولية، إن “ابتسام الصائغ سجينة رأي، وينبغي الإفراج عنها فوراً ودون قيد أو شرط. “فالجريمة” الوحيدة التي ارتكبتها هي أنها تحلت بالشجاعة في التصدي لسجل الحكومة المروِّع في مجال حقوق الإنسان. ومن ثم، فإن الحكومة البحرينية تسعى إلى ترويع وإخراس المجتمع المدني في البحرين بإقدامها على توجيه تهم تتعلق بالإرهاب إلى ابتسام الصائغ بسبب نشاطها في مجال حقوق الإنسان”.

وأضافت سماح حديد قائلةً: “إن لدى منظمة العفو الدولية أسباباً قوية تدعوها للاعتقاد بأن ابتسام الصائغ مهددة بخطر التعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة. فعندما قُبض عليها في مايو/أيار 2017، تعرضت للضرب وللاعتداء الجنسي على أيدي أفراد من جهاز الأمن الوطني البحريني، ولهذا فنحن نشعر بالقلق العميق على سلامتها”.

واستطردت سماح حديد تقول: “يجب أن يعم الغضب على تدهور الوضع في البحرين. فصمت الحكومة البريطانية، التي ما زالت تصر على القول بأن البحرين تسير على طريق إصلاح وضع حقوق الإنسان، هو أمر مخجل ومعيب، ويبدو أنه ساهم في تشجيع حكومة البحرين على ارتكاب مزيد من انتهاكات حقوق الإنسان”.

ويُذكر أن نيابة الجرائم الإرهابية في البحرين قد وجهت إلى ابتسام الصائغ، يوم 18 يوليو/تموز 2017، وفي حضور أحد المحامين، تهمة مفادها أنها “تتخفى خلف العمل الحقوقي من التواصل والتعاون مع مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان وذلك لتزويدهم بمعلومات وأخبار كاذبة ومغلوطة عن الأوضاع بالبحرين للنيل من هيبتها في الخارج”. وقد تقرر حبسها لمدة ستة أشهر على ذمة التحقيق.

وكانت ابتسام الصائغ قد اعتُقلت يوم 3 يوليو/تموز 2017، بعدما نشرت تغريدة على موقع “تويتر” عن إيذاء المعتقلات في مركز احتجاز النساء بمدينة عيسى. وقد أضربت عن الطعام منذ ذلك الحين، احتجاجاً على اعتقالها، وعلى عدم السماح لها بالاتصال بأسرتها، وعلى عدم السماح لمحاميها بحضور التحقيق معها بالرغم من طلبها بهذا الشأن.

وقد علمت منظمة العفو الدولية أن ابتسام الصائغ كانت تخضع للتحقيق لمدة تتراوح بين 12 و13 ساعة يومياً في مكان لم يتم الإفصاح عنه. أما في غير أوقات التحقيق، فهي تُحتجز انفرادياً في مركز احتجاز النساء بمدينة عيسى، الذي يقع في ضواحي مدينة المنامة.

وفي 15 يوليو/تموز 2017، قال المدافع البارز عن حقوق الإنسان وسجين الرأي نبيل رجب لأسرته إنه رأى ابتسام الصائغ على نقَّالة في مستشفى وزارة الداخلية في القلعة، واستفسر عما إذا كانت قد أُصيبت في حادث سيارة، لأنه لم يكن على علم بالقبض عليها.

وقد تمكن زوج ابتسام الصائغ من زيارتها لدقائق قليلة، يوم 16 يوليو/تموز 2017، وكانت على مقعد متحرك في ذلك الوقت.