قطر: حقوق العمال الأجانب لا تزال تُنتهك على نطاق واسع، مع إقامة أول مباراة على الملعب الرئيسي المعد لاستضافة كأس العالم لكرة القدم

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن العمال الأجانب في مواقع بناء المنشآت الخاصة ببطولة كأس العالم لكرة القدم للعام 2022 لا يزالون يعانون من الإيذاء والاستغلال. جاء ذلك بينما يستضيف الملعب الرئيسي المعد لهذه البطولة أول مباراة منذ إعادة تجديده.

فقد تعرض هؤلاء العمال لانتهاكات منظَّمة لحقوق العمل على أيدي الشركات العاملة في تجديد “استاد خليفة الدولي”، وهي انتهاكاتعرضتهامنظمة العفو الدولية في تقرير صدر العام الماضي. وسوف يُفتتح الاستاد مساء الجمعة 19 مايو/أيار 2017، بعد أن نشر مراجعون مستقلون منذ شهر تقريباً تفاصيل جديدة عن الاستغلال المستمر للعمال الأجانب في مختلف مشروعات بطولة كأس العالم للعام 2022.

وقال جيمس لينش، نائب مدير قسم القضايا الدولية في منظمة العفو الدولية: “لقد مر عام منذ أن عرضت منظمة العفو الدولية أشكال استغلال العمال الأجانب الذين ساعدوا في بناء استاد خليفة، ومع ذلك لا تزال الانتهاكات مستمرة في مواقع بطولة كأس العالم لكرة القدم للعام 2022 في قطر”.

وهناك ضرورة لإعادة النظر حتى لا تصبح الانتهاكات هي ميراث بطولة كأس العالم لكرة القدم للعام 2022.

جيمس لينش، نائب مدير قسم القضايا الدولية في منظمة العفو الدولية

واستطرد جيمس لينش قائلاً: “لقد وضعت الهيئة المنظمة لبطولة كأس العالم في قطر متطلبات خاصة للشركات المتعاقدة التي يُفترض أن تعمل على وقف الانتهاكات. ولكن الواقع أن العمال في مواقع هذه الشركات لا يزالون يعيشون في ظل نظام الكفالة القمعي المتبع في قطر، والذي يمنح أصحاب الأعمال صلاحيات قوية لانتهاك حقوق العمال”.

وأضاف جيمس لينش قائلاً: “هناك مخاطر جدية تتهدد المزيد من العمال الأجانب على مدى السنوات الخمس القادمة، مع توظيف مئات الألوف الجدد من الأشخاص في أعمال البناء والخدمات المتعلقة بسبعة ملاعب أخرى على الأقل لبطولة كأس العالم، بالإضافة إلى أعمال المرافق الأساسية المتصلة بالبطولة”.

وكانت منظمة العفو الدولية قد نشرت في عام 2016 تقريراً بعنوان: “الجانب القبيح لرياضة جميلة: استغلال العمال في موقع بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022”، سلَّطت فيه الأضواء على صنوف استغلال العمال الأجانب في “استاد خليفة الدولي”.

وكشف كثيرون ممن أُجريت معهم مقابلات في إطار إعداد هذا التقرير أنهم أصبحوا مثقلين بديون باهظة بعد أن دفعوا رسوماً طائلة لشركات التوظيف، بينما تعرض بعض العمال لمصادرة جوازات سفرهم، وتعرض البعض الآخر للعمل بالسخرة.

وقد أظهرت النتائج التي نشرتها الشهر الماضي شركة المراجعة المستقلة “إمباكت ليمتد” أن الانتهاكات لا تزال مستمرة بالرغم من محاولات “الاتحاد الدولي لكرة القدم” (فيفا) لتجميل صورة البطولة.

وقال جيمس لينش: “لقد عانى العمال الأجانب العاملون في استاد خليفة الدولي من العواقب المترتبة على تقاعس السلطات القطرية والاتحاد الدولي لكرة القدم عن معالجة المخاطر التي ينطوي عليها نظام الكفالة القطري. وهناك ضرورة لإعادة النظر حتى لا تصبح الانتهاكات هي ميراث بطولة كأس العالم لكرة القدم للعام 2022”.

وتتطابق نتائج المراجعة الأخيرة، والتي ركزت على 10 شركات متعاقدة، اختيرت كعينة عشوائية (من بين 149 شركة متعاقدة في مشروعات بطولة كأس العالم في قطر)، مع كثير من النتائج التي توصلت إليها تحقيقات منظمة العفو الدولية. وقد حددت المراجعة عدداً كبيراً من الانتهاكات في مشروعات بطولة كأس العالم، ومنها على سبيل المثال:

  • أفاد 79 بالمئة من العمال أنهم دفعوا رسوماً للتوظيف.
  • ترغم الشركات المتعاقدة العمال على العمل لساعات زائدة، ولم تمنح نصف الشركات عمالها أياماً للراحة، بل إن أحد العمال ظل يعمل بصورة مستمرة بدون أية أيام راحة لحوالي خمسة شهور (148 يوماً).
  • ذكر 25 بالمئة من العمال في إحدى الشركات أنهم غير قادرين على الإبلاغ عن المشاكل المتعلقة بصحتهم وسلامتهم خوفاً من التعرض لأعمال انتقامية.
  • كانت أربع شركات من بين الشركات العشر التي شملتها المراجعة تحتفظ بجوازات سفر عمالها، وهو ما يمكن أن يشكل جريمة بموجب القانون القطري. 

وأكد المراجعون أن هناك بعض التقدم الذي حدث، ولكن تم التوصل إلى وقوع انتهاكات في جميع الشركات العشر المتعاقدة التي شملتها عينة المراجعة.

هذا، وسوف يكون “استاد خليفة الدولي” هو أول ملعب يُفتتح من الملاعب المخصصة لبطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، حيث يستضيف المباراة النهائية لبطولة “كأس أمير قطر” بين فريقي “الريان” و”السد” يوم الجمعة 19 مايو/أيار 2017.