إسرائيل/الأراضي الفلسطينية المحتلة: يظهر هجوم تل أبيب ازدراء تاما بالحياة الإنسانية

قالت منظمة العفو الدولية إن الهجوم المميت على مدنيين، الليلة الماضية، في مركز تسوق ومجمع مطاعم بتل أبيب أظهر ازدراء صارخا بالحياة الإنسانية.

فقد أطلق فلسطينيان مسلحان النار، مساء الأربعاء، على رواد سوق سارونا في تل أبيب، الأمر الذي أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وجرح آخرين. وكان عدة جرحى، حتى صباح الخميس، لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفى. وألقت القوات الإسرائيلية القبض على المهاجمَيْن، وأصابت أحدهما أثناء الاعتقال.

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، فيليب لوثر، “هذا الهجوم الشنيع ينتهك المبادئ الجوهرية للإنسانية.”

وأضاف فيليب لوثر قائلا إنه “لا يمكن، على الإطلاق، تبرير شن هجمات متعمدة على المدنيين.”

لا يمكن، على الإطلاق، تبرير شن هجمات متعمدة على المدنيين.

فيليب لوثر، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية

لم تتبن أي مجموعة حتى الآن المسؤولية عن القتل، لكن حركة حماس رحبت بالهجوم وحذرت من مزيد من “المفاجآت” بالنسبة إلى إسرائيل.

ومضى فيليب لوثر قائلا إن “مظاهر الاحتفال والتهديدات المشفرة رد مستهجن على قتل المدنيين. إن مثل هذه اللغة تتعارض وواجبات المسؤولية- التي يتحملها الطرفان- من أجل وقف دوامة الانتهاكات والتجاوزات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.”

بعد إطلاق النار، أغلقت القوات الإسرائيلية بلدة يطا وهي بلدة في محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة يُعتقد أنها موطن المهاجمَيْن. ولا يسمح الجيش الإسرائيلي لأي أحد بالدخول أو الخروج منها باستثناء الحالات “الإنسانية” و”الطبية”. وتقول السلطات الإسرائيلية إن تصاريح العمل التي كان يحملها نحو 200 شخص من أقارب المهاجمين قد علقت.

وقال فيليب لوثر إن “إسرائيل بالرغم من أن لها الحق في سن إجراءات ضرورية ومتناسبة لحماية من يخضعون لحكمها، فإن القوات الإسرائيلية لا يجب أن ترد على هذه الهجمات بمزيد من إجراءات العقاب الجماعي أو إجراءات أخرى غير متناسبة، وتنتهك القانون الدولي.”

وتابع فيليب لوثر قائلا “للأسف، للقوات الإسرائيلية تاريخ في استخدام القوة المفرطة ردا على الهجمات، بما في ذلك فرض قيود شاملة على حركة الفلسطينيين وهدم منازل عائلات المهاجمين الفلسطينيين.”

إن “إسرائيل بالرغم من أن لها الحق في سن إجراءات ضرورية ومتناسبة لحماية من يخضعون لحكمها، فإن القوات الإسرائيلية لا يجب أن ترد على هذه الهجمات بمزيد من إجراءات العقاب الجماعي أو إجراءات أخرى غير متناسبة، وتنتهك القانون الدولي.

فيليب لوثر

وتقول السلطات الإسرائيلية إنها جمدت أيضا تصاريح الدخول الخاصة بـ 80000 فلسطيني يسكنون في الضفة الغربية المحتلة كانت قد مُنحت لهم بمناسبة شهر رمضان. 

ومنذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2015، نفذ فلسطينيون عشرات الهجمات على مدنيين وجنود وأفراد شرطة إسرائيليين، الأمر الذي أدى إلى مقتل أكثر من 30 إسرائيليا. وردت القوات الإسرائيلية بشكل متكرر على الهجمات والاحتجاجات الفلسطينية باستخدام القوة المفرطة والقوة المميتة، الأمر الذي أدى إلى مقتل أكثر من 200 فلسطيني، بعضهم أعدموا خارج نطاق القضاء كما يبدو.