العراق: أكثر من 1000 شخص معتقلين في ظروف مروعة في مراكز تابعة لقوة مكافحة الإرهاب في الأنبار

العراق: أكثر من 1000 شخص معتقلين في ظروف مروعة في مراكز تابعة لقوة مكافحة الإرهاب في الأنبار

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن أكثر من ألف معتقل، بينهم من يبلغ عمره 15 عاماً، محتجزون بدون تهمة في ظروف مفزعة في مراكز احتجاز مؤقتة في محافظة الأنبار غرب بغداد.

وقد تمكن وفد برئاسة الأمين العام للمنظمة سليل شيتي من دخول أحد مراكز الاحتجاز التي يديرها جهاز مكافحة الإرهاب في 30 أبريل/ نيسان في عامرية الفلوجة حيث يحتجز 683 رجلاً بدون تهمة.

وقد حشر هؤلاء المعتقلون في بضعة غرف في مجمع مخازن مهجورة باتت تستخدم كمنشأة احتجاز واستجواب.

وقال سليل شيتي:” لقد حشر المعتقلون في مكان ضيق بحيث لا يكون للفرد إلا ما هو أقل من متر مربع، يجلسون في وضعية الجاثي على الأرض نهاراً وليلاً، غير قادرين على التمدد أو الاستلقاء للنوم، ونادرا ما يسمح لهم بالخروج لاستنشاق الهواء المنعش.”

” لقد كان منظراً صادماً جداً-المئات من البشر يحشرون معاً كسمك السردين في علبة، ويحتجزون في ظروف غير إنسانية ومذلة لأشهر متواصلة.”

لقد كان منظراً صادماً جداً-المئات من البشر يحشرون معاً كسمك السردين في علبة، ويحتجزون في ظروف غير إنسانية ومذلة لأشهر متواصلة

سليل شيتي، الأمين العام لمنظمة العفو الدولية

هؤلاء المعتقلون اعتقلوا من الشوارع أو من منازلهم عندما استعادت القوات العراقية بلداتهم؛ للاشتباه في أنهم تعاونوا مع الجماعة المسلحة التي تسمي نفسها “تنظيم الدولة الإسلامية”، وغالباً ما كان يحدث ذلك لمجرد أنهم ظلوا في بلداتهم وقراهم تحت حكم تنظيم الدولة.

ولم توجه لأي من هؤلاء المحتجزين أي تهم، على الرغم من مرور أسابيع أو أشهر على اعتقالهم. وأبلغ بعضهم منظمة العفو الدولية أنهم فقدوا الاتصال بعائلاتهم، بينما كانوا يفرون من الاشتباكات بين “تنظيم الدولة الإسلامية” وقوات الحكومة.

وأخبر عناصر محليون من قوة مكافحة الإرهاب، التي تحتجز المعتقلين، منظمة العفو الدولية أنه ينقصهم العدد الكافي من الرجال لإجراء عملياتالاستجواب في قضاياهم على نحو ملائم، كما يفتقرون للموارد المادية لمعاملة المعتقلين بأسلوب إنساني.

إن الوضع المريع الذي يعاني منه هؤلاء المعتقلون ليس حالة منعزلة، فهناك مئات آخرون من المعتقلين في ظروف مشابهة في مركز اعتقال مؤقت آخر قريب من الحبانية، حسب قوة مكافحة الإرهاب.

وقال شيتي:” إن الافتقار إلى الموارد ليس عذراً- لا لمثل هذه الظروف غير الإنسانية، ولا للاعتقال المطول بدون تهمة، وهو من الأعراض المصاحبة للعيوب الكبيرة التي يعاني منها النظام القانوني في العراق. إن من اعتقلوا اشتباها في ارتباطاتهم بتنظيم الدولة الإسلامية يجب إما أن توجه إليهم بسرعة تهم تتعلق بجرائم جنائية معترف بها، وتتم محاكمتهم في محاكم نزيهة أو أن يطلق سراحهم.”

” لا شك أن العراق يواجه حاليًا تحديات أمنية غير مسبوقة، في ظل الهجمات المميتة التي يتعرض لها المدنيون والتي ينفذها “تنظيم الدولة الإسلامية” يومياً. لكن ذلك لا يعفي بأي حال من الأحوال السلطات العراقية من مسؤوليتها لحماية حقوق الإنسان اتجاه كافة العراقيين.”

وقد أجرت منظمة العفو الدولية تحقيقات، ووثقت على نحو نحو واسع، طيفا كبيراً من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها “تنظيم الدولة الإسلامية”. 

إن من اعتقلوا اشتباها في ارتباطاتهم بتنظيم الدولة الإسلامية يجب إما أن توجه إليهم بسرعة تهم تتعلق بجرائم جنائية معترف بها، وتتم محاكمتهم في محاكم نزيهة أو أن يطلق سراحهم

سليل شيتي

كما زارت منظمة العفو الدولية عدة مخيمات تؤوي الآلاف من النازحين العراقيين في عامرية الفلوجة، حيث وصفت العائلات كفاحها اليومي من أجل البقاء في ظروف مريعة. وقد خاطر كثيرون بحياتهم للهرب من مناطق تحت سيطرة “تنظيم الدولة الإسلامية” فقط ليجدوا أنفسهم  الآن عالقين في مخيمات مؤقتة حيث القليل من المساعدات الإنسانية، وحيث الافتقار إلى أبسط الاحتياجات، بما فيها الغذاء والدواء، ومع توقع تدهور الظروف نحو الأسوأ مع قدوم قيظ الصيف.

وقال شيتي:” العراق يواجه أزمة نازحين على نطاق مذهل. فيجب على السلطات العراقية والمجتمع الدولي أن يضمنا على نحو عاجل حماية النازحين ودعهمم إنسانياً، فضلاً عن تأمين ممر آمن لهم ليصلوا إلى مناطق آمنة.”