“عليكم الآن ترجمة تعهداتكم إلى أفعال”- قرار المجتمع المدني بشأن مؤتمر المانحين لدعم سوريا

 رحب ائتلاف دولي يضم ما يربو على 30 منظمة غير حكومية اليوم بالطموح الذي أظهره مؤتمر المانحين في لندن “لدعم سوريا والإقليم” بزيادة نطاق ومستوى الاستجابة الإنسانية للأزمة السورية، ولكنها قالت إن إجمالي التعهدات لسنة 2016 كانت أقل بأكثر من ثلاثة مليارات دولار أمريكي مما تتطالبه مواجهة الأزمة على الأرض. وحيَّت المنظمات غير الحكومية، التي تضم “أوكسفام” و”سوا للمساعدات والتنمية” و”الإغاثة الإسلامية”، كرم بعض المانحين، بينما شجعت الآخرين على التعهد بتقديم حصة عادلة. كما حذرت من أن العديد من السوريين سيظلون يعانون ما لم يبذل المزيد من الجهد لضمان حمايتهم داخل سوريا وخارجها، ويوضع حد للعنف في سوريا.

بالطبع نرحب بالأموال التي تعهد بها المؤتمر اليوم، ولكن كل أموال العالم لن تحمي الأطفال في أسرّتهم من البراميل المتفجرة. نحتاج إلى تدابير لوقف القصف العشوائي للسوريين، وحماية من هم تحت الحصار ويواجهون الموت جوعاً.

رائد الصالح، رئيس "الدفاع المدني السوري"، المعروف أيضاً باسم "الخوذ البيضاء

وتعليقاً على تعهدات المؤتمر، قال رائد الصالح، رئيس “الدفاع المدني السوري”، المعروف أيضاً باسم “الخوذ البيضاء”: “بالطبع نرحب بالأموال التي تعهد بها المؤتمر اليوم، ولكن كل أموال العالم لن تحمي الأطفال في أسرّتهم من البراميل المتفجرة. نحتاج إلى تدابير لوقف القصف العشوائي للسوريين، وحماية من هم تحت الحصار ويواجهون الموت جوعاً، وأولئك الذين يحول العنف أو التعقيدات الإدارية دون حصولهم بصورة آمنة على الطعام والماء والمأوى. إننا نحث جميع من يمتلكون النفوذ إلى ممارسة الضغوط الدبلوماسية المنسّقة على جميع الأطراف كي يتقيدوا بالقانون الإنساني الدولي، وبالقرارات الملزمة لمجلس الأمن الدولي”.

 وأثنت المنظمات على إدانة المشاركين في المؤتمر للانتهاكات الواسعة النطاق للقانون الدولي الإنساني من قبل جميع الأطراف المتحاربة، ولكنها حذرت من أن الإدانة وحدها لا تساوي أكثر من تعزية عابرة للمدنيين السوريين الذين يعانون أشد صور الخوف والحرمان كل يوم داخل سوريا. وقالت إنه يجب أن تصاحب زيادة المساعدات جهود فعالة لتعزيز فرص الحل الشامل للأسباب الكامنة وراء النزاع، وتوفير طرق آمنة وقانونية لإعادة توطين اللاجئين خارج حدود الإقليم.

 وقالت سلمى كحالة، المديرة التنفيذية لمنظمة “دولتي”: “ستساعد الأموال التي تم التعهد بتقديمها اليوم في التخفيف بعض الشيء من معاناة ملايين السوريين المتأثرين بالنزاع داخل البلاد وخارجها، ولكن لا بد من فعل المزيد لوضع حد لعمليات الحصار وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق. وفضلاً عن ذلك، فإن إجمالي المبالغ التي جرى التعهد بتقديمها لا تفي بالاحتياجات الملحة على الأرض”.

وقد وافقت الدول الثلاثة الرئيسية المستضيفة للاجئين، وهي الأردن وتركيا ولبنان، على اتخاذ خطوات لفتح أبواب أسواق العمل فيها للاجئين، وتحسين الأنظمة ومناخ الاستثمار فيها.

إن إيجاد مليون فرصة عمل جديدة يمكن أن يعطي الأمل للاجئين السوريين والبلدان المضيفة؛ ويجب تسهيل الحصول على تصاريح العمل وأن تكون معقولة الكلفة.

لاوري لي، المدير التنفيذي لمنظمة "كير إنترناشونال- المملكة المتحدة

وفي هذا السياق، قال لاوري لي، المدير التنفيذي لمنظمة “كير إنترناشونال- المملكة المتحدة”: “إن إيجاد مليون فرصة عمل جديدة يمكن أن يعطي الأمل للاجئين السوريين والبلدان المضيفة؛ ويجب تسهيل الحصول على تصاريح العمل وأن تكون معقولة الكلفة. فهذه أزمة طويلة الأجل، ولذا ينبغي ضمان الوظائف وفرص عمل بعيداً عن الاستغلال، وليس بعض السيولة النقدية الطارئة فقط. لأننا نعلم أنه من دون دخل، فإن العائلات اللاجئة تصبح عرضة لمخاطر داهمة في أن تضطر إلى السكوت عن زواج الأطفال والاستغلال الجنسي وعمل الأطفال”.

ورحبت المنظمات غير الحكومية بالتزام الحكومات بضمان فرص التعليم الآمن والجيد لجميع اللاجئين والأطفال السوريين في البلدان المضيفة بحلول السنة الدراسية 2016/2017.

وتعليقاً على ذلك، قالت توف وانغ، المديرة التنفيذية لمنظمة “أنقذوا الطفولة- النرويج”: “إن التمويل الجديد المهم الذي أعلن عنه اليوم ليغطي عدة سنوات يشكل خطوة رئيسية إلى الأمام لإعادة ملايين الأطفال إلى المدرسة، مع أننا نحتاج إلى معرفة التفاصيل بشأن السياسات التي ستتبع لتحقيق ذلك. فالأطفال السوريون قد حرموا من حقهم في التعليم طويلاً، ولذا فإننا نتطلع إلى رؤيتهم يعودون جميعاً إلى مقاعد الدراسة. ولكن ما زال على المجتمع الدولي بذل المزيد لدعم التعليم داخل سوريا، حيث يظل نحو 2.1 مليون طفل حالياً خارج صفوف الدراسة، وتتعرض المدارس للتدمير وتلحق بها الأضرار ويجري احتلالها بصورة منتظمة”.

ودعت المنظمات غير الحكومية إلى مراقبة تنفيذ التعهدات على نحو صارم وشفاف عقب المؤتمر لضمان ترجمة الالتزامات التي قطعت في لندن إلى تدابير ملموسة ومنسقة.

 المنظمات الموقعة: منظمة العفو الدولية، بدائل، بسمة وزيتونة، بيتنا سوريا، CAABU، CAFOD، كير إنترناشونال، كاريتاس لبنان، مركز ضحايا التعذيب، Concern Worldwide، دولتي، أطباء العالم- المملكة المتحدة، International Alert، الإغاثة الإسلامية، مؤسسة كرم الخيرية، Mercy Corps،  المعونات الكنسية النرويجية، الأبواب المفتوحة- المملكة المتحدة وإيرلندا، أوكسفام، Pax Christi International، Protection Approaches، أنقذوا الطفولة، مؤسسة سوا الخيرية، سوا للتنمية والمساعدات، سوريا للإغاثة والتنمية، Tearfund، Trocaire، UOSSM، Warchild، Welthungerhilfe، الرؤية العالمية.