الصين: التصريحات المُضلِلة الصادرة عن السلُطات بشأن بائعي الكُتب من مواطني هونغ كونغ المُحتجزين

قالت منظمة العفو الدولية: “تُبدي السلطات الصينية استهانةً تامةً بالإجراءات القانونية وسيادة القانون، بشأن قضية بائعي الكُتب الخمسة من مواطني هونغ كونغ المُحتجزين”، وذلك بعد أن أكدت الشرطة في مقاطعة غوانغدونغ جنوب الصين أن ثلاثة من الرجال المفقودين منذ أكتوبر /تشرين الأول الماضي هم حالياً قيد الاعتقال من قِبَل السلُطات، ويجري التحقيق معهم.

وأكدت الشرطة في مقاطعة غوانغدونغ في وقت متأخر يوم الخميس أن كُلٍ من لوي بور ، وتشيونغ تشي بينغ، ولام ونغ-كي يُشتبه في انخراطهم في “نشاط غير مشروع”. وتجدر الاشارة إلى أن شركة النشر في هونغ كونغ  “مايتي كارنت  ميديا”التي يعمل بها أولئك الرجال، مشهورة بالكُتب التي تقوم بإصدارها عن القادة الصينيين وعن الفضائح السياسية، وهي محظورة في الصين، ولكنها تتمتع بشعبية لدى السائحين الصينيين القادمين من البر الرئيسي للصين لزيارة هونغ كونغ.

إن التصريحات الرسمية الأخيرة الصادرة بشأن بائعي الكُتب المفقودين مؤخراً لا تبعث على أي قدر من الارتياح، وينبغي على السلُطات الصينية إنهاء استراتيجيتها القائمة على التضليل وإخفاء الحقائق، والإفصاح الكامل الصريح عن دواعي احتجازهم.

وليام ني، الباحث في شؤون الصين بمنظمة العفو الدولية

وقال وليام ني، الباحث في شؤون الصين بمنظمة العفو الدولية:”إن التصريحات الرسمية الأخيرة الصادرة بشأن بائعي الكُتب المفقودين مؤخراً لا تبعث على أي قدر من الارتياح، وينبغي على السلُطات الصينية إنهاء استراتيجيتها القائمة على التضليل وإخفاء الحقائق، والإفصاح الكامل الصريح عن دواعي احتجازهم،”

“وبالرغم من مُضي قرابة أربعة أشهر على اختفاء أولئك الرجال، إلا أننا مازلنا لا نعلم مكان احتجازهم، أو أية اتهامات يتم التحقيق معهم بشأنها، أو ما إذا كان يُسمح لهم بزيارة محامييهم أو أسرهم.”

وعلاوة على ذلك، فقد أخبرت الشرطة في مقاطعة غوانغدونغ  يوم الخميس زملائهم في هونغ كونغ بأن لي بو، وهو أحد بائعي الكُتب المُحتجزين، قد رفض طلبهم لمقابلته، حسبما زعمت. وكان لي بو قد فُقِدَ في هونغ كونغفي 30 ديسمبر /كانون الأول، وفي وقت لاحق اتصل بزوجته وأخبرها بأنه يقوم بمساعدة الشرطة في البر الرئيسي للصين في تحقيق يتم إجراؤه. وقد أعربَ نُشطاء في هونغ كونغ عن قلقهم إزاء ما إذا كانت تلك الإفادات تتم طوعاً.

وقال وليام ني: “إن تلك الاعتقالات تُعد استخفاف بالمطالبات الموجهة إلى الحكومة الصينية بأن ‘تحكم البلاد طبقاً للقانون’. ويبدو أن السلُطات الصينية تتصور أنها بجعل أشخاص مُحتجزين تحت سيطرتها يكتبون خطابات يصعب تصديقها، أو باستدعائها لأفراد عائلات بعينها بزعم ‘تعاونهم في اجراء تحقيقات’ بشكل استباقي، يمكٌنِها من التهرب من مُراعاة الأصول القانونية وحقوق الإنسان،”.

ويُعد غوي مناهي هو الشخص الخامس ذو الصلة بشركة النشر “كونغ  “مايتي كارنت  ميديا”، والذي  فُقِدَ في تايلند في 17 أكتوبر /تشرين الأول، ثم  ظهر بعد ذلك على قناة “CCTV”، وهي إحدى قنوات التلفزيون الرسمي الصيني، وهو يُدلي “باعتراف”، والذي قال خلاله أنه قد سلمَ نفسه طوعاً إلى السلُطات الصينية على خلفية تورطه “المفترض” في حادث “دهس بالسيارة متبوع بالفرار” وقع في عام 2003.