ثمة احتمال بأن تواجه شركة شل العملاقة مجموعةً من دعاوى التعويضات، وقد تُجبر على الكشف عن وثائق داخلية امتنعت عن إبرازها سابقاً وتتعلق بتقاعسها عن وقف التلوث الناجم عن تسرب النفط على مدار عقود وتنظيف آثاره في قضية اختبارية تُنظر أمام محكمة الاستئناف الهولندية يوم الجمعة القادم.
وتأتي القضية كأحدث محاولة تقوم بها المجتمعات المحلية في دلتا نهر النيجر من أجل محاسبة شركة شل، وذلك بمساندةٍ من منظمات غير حكومية دولية بما فيها منظمة العفو الدولية.
ومن المتوقع أن تقوم محكمة الاستئناف الهولندية يوم الجمعة القادم بإصدار حكم بشأن إمكانية تحميل فرع شركة شل في نيجيريا المسؤولية القانونية داخل هولندا عن تهمة الإهمال في أعمالها التي تقوم بها في نيجيريا، وسوف تبت في إمكانية السماح للمدعين بالاطلاع على الوثائق التي تحتفظ شركة شل بها. وتم تحريك الدعوى من طرف منظمة اصدقاء الأرض نيابةً عن أربعة مزارعين من منطقة دلتا نهر النيجر.
ومن الحيوي أن تُحاسب الشركات متعددة الجنسيات على ما ترتكبه في الخارج من أفعال لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال في بلدانها الأصلية.
مارك دوميت، الباحث في منظمة العفو الدولية
وقال الباحث في منظمة العفو الدولية، مارك دوميت: “تكتسي هذه القضية أهمية خاصة كونها من المحتمل أن تمهد الطريق أمام تحريك دعاوى أخرى من لدن أفراد المجتماعات المحلية المتضررة جراء إهمال شركة شل. ومن الحيوي أن تُحاسب الشركات متعددة الجنسيات على ما ترتكبه في الخارج من أفعال لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال في بلدانها الأصلية”.
واختتم دوميت تعليقه قائلاً: “وقعت آلاف حوادث التسرب النفطي من الأنابيب التي تملكها شركة شل منذ أن بدأت بضخ النفط في منطقة دليتا نهر النيجر عام 1958، الأمر الذي تسبب بتبعات كارثية على حياة الناس هناك، حيث سئم هؤلاء من سماع الوعود الجوفاء التي قطعتها الشركة مراراً وتكراراً. وتظهر بحوثنا أنه عندما تزعم شركة شل أنها قد قامت بتنظيف الأراضي من آثار التلوث، تظل هناك علامات واضحة على وجود التلوث النفطي الذي يترك جروحاً غائرة في الأراضي ويدمر آفاق الازدهار الاقتصادي للمجتمعات المحلية التي تعتمد على الزراعة والصيد”.
وفي يناير/ كانون الثاني 2015، توصلت شل إلى تسوية في قضية منفصلة داخل المملكة المتحدة بعد أن وافقت على دفع 55 مليون جنيه استرليني كتعويضات لسكان مجتمع بودو المحلي بدلتا نهر النيجر. ويقدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة بأن تكاليف تنظيف منطقة واحدة من مناطق عمل شركة شل، مثل منطقة أوغونيلاند، تصل إلى مليار دولار أمريكي خلال السنوات الخمس القادمة.
يمكن الاتصال بالناطقين باسم منظمة العفو الدولية لمناقشة المواضيع التالية:
- حجم الضرر الذي لحق بالمجتمعات المحلية جراء حوادث تسرب النفط التي ما انفكت تتكرر بمعدل مئات الحوادث سنوياً.
- أهمية الاطلاع على الوثائق التي بحوزة شركة شل، وتفاصيل اكتشاف معرفة شركة شل بشكل مسبق في أكثر من مناسبة بأن أنابيب النفط التي تمتلكها قديمة ومعطوبة.
- ما يحتاج المستثمرون إلى معرفته بشأن التكاليف التي سوف تتكبدها شركة شل جراء معاركها القانونية وجهود تنظيف الأضرار التي تسببت حوادث التسرب بها.