رسالة من وراء القضبان: متى سيفرح قلبي بالاحتفال مع أسرتي وأصدقائي مرة أخرى؟

قبض على محمود حسين، البالغ من العمر 19 سنة، في القاهرة، في 25 يناير/كانون الثاني 2014 لارتدائه قميصاً قطنياً طبع عليه شعار “وطن بلا تعذيب”، وكذلك وشاحاً عليه شعار “ثورة 25 يناير”. وتعرض للتعذيب ولسوء المعاملة في الحجز، وظل أمر حبسه الاحتياطي السابق على المحاكمة يتجدد مذ ذاك.

 في 8 أكتوبر/تشرين الأول تم تمديد أمر اعتقال محمود مرة أخرى. وسيكون قد قضى 620 يوماً في السجن دون تهمة أو محاكمة. وهو سجين رأي معتقل لسبب وحيد هو ممارسته حقه في حرية التعبير والتجمع.

 ومحمود محتجز وراء قضبان سجن طرة في القاهرة. وهذه رسالة كتبها بخط يده:

فرحة العيد. ماذا سأقول بشأن العيد؟ تلك المناسبة التي منّ الله بها علينا مرتين في العام، مرة في عيد الفطر، بعد أن ينهي المسلم صوم شهر رمضان الفضيل، والعيد الآخر القريب، عيد الأضحى، الذي يحتفل به المسلمون بتقديم الضحايا. هاتان المناسبتان تجمعان الأهل والأصدقاء، حتى يستطيعوا التواصل فيما بينهم.

 أما أنا فلم أختبر هذه الفرحة منذ أن قبض علي في سن 18. فما زلت رهن الاعتقال، وفي يناير/ كانون الثاني سوف أبلغ سن العشرين. ولا أعلم حتى متى سينتهي اعتقالي، أو لماذا قبض علي، في المقام الأول. والأنكى من ذلك، أنني لا أعلم حتى ما هي القضية التي يملكونها ضدي، نظراً لأنني قضيت كل هذا الوقت في السجن دون تهمة أو محاكمة. فمتى ستنتهي هذه الغمة. ما داموا ينظرون إلي بأنني شخص متهم، من الصعب أن تنجلي.

 هل سأحاكم من أجل هدف أو فكرة أو حلم طالما راود عديدين لا يحصون منا منذ “ثورة 25 يناير” في2011؟ كنت أحلم، ومعي أعداد لا تحصى من الشباب، بأن الاضطهاد والتعذيب وقتل الشبان سوف تنتهي. كان حلم الشباب أن يعيشوا في وطن بلا تعذيب. لا بد أ، ذاك اليوم آت، وسيتحقق لهذا الشعب ذاك الحلم، الذي سالت دماء العديد من الشبان والشابات والرجال غزيرة من أجله، والذي ما زال كثيرون وراء القضبان في انتظاره.

 في هذا البلد، يعتبر المضطّهِد والقاتل، ومن يمسكون بخناق حقوقنا، شرفاء، بينما يوسم من يقتلونهم أو يضعونهم في السجن بالخيانة والتجسس.

 إن الاضطهاد سوف ينتهي في هذا الوطن ذات يوم، وسيكون هناك زمن للحب والثورة. آنذاك، سوف تغمرني الغبطة الحقيقية بالعيد عندما ألتقي أحبائي، ومع ذلك اليوم سيأتي وطن طاهر وجميل، وستكون مصر تلك العروس المحروسة حقاً.

بقلم،

محمود محمد حسين، سجن طرة تحقيق

تنظِّم منظمة العفو الدولية حملة من أجل الإفراج عن محمود حسين. بادر بالتحرك ووقع المناشدة لدعوة النائب العام في مصر إلى الإفراج عنه.