أوروبا: تغيير جذري في الاستجابة المطلوبة لمعالجة أزمة اللاجئين

قالت منظمة العفو الدولية إن استجابة القادة الأوروبيين لأزمة اللاجئين المتنامية تميزت بعدم التماسك ونقص في القيادة والطموح والتضامن الإنساني. وجاء موقف المنظمة في ظل إطلاقها أجندة أوروبا قبيل اجتماع المفوضية الأوروبية التي من المنتظر أن تعلن اقتراحات جديدة اليوم لمعالجة الأزمة.

ويوضح تقرير منظمة العفو الدولية الذي يحمل عنوان “اتحاد الحماية: أجندة منظمة العفو الدولية لحماية اللاجئين في أوروبا” التغييرات المطلوبة على نحو عاجل في مقاربة أوروبا لمعالجة أزمة اللاجئين المتفاقمة قبيل اجتماع طارئ لمجلس شؤون العدل والداخلية الاثنين.

مستوى المعاناة الذي يواجه اللاجئين الهاربين من العنف وانتهاكات حقوق الإنسان بلغ مستوى غير مسبوق في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

جون دالهاوزن، مدير برنامج أوروبا وآسيا الوسطى في منظمة العفو الدولية

وقال مدير برنامج أوروبا وآسيا الوسطى في منظمة العفو الدولية، جون دالهاوزن، إن “مستوى المعاناة الذي يواجه اللاجئين الهاربين من العنف وانتهاكات حقوق الإنسان بلغ  مستوى غير مسبوق في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.”

وأضاف جون دالهاوزن قائلا “الاستجابة لأزمة اللاجئين تميزت بحلول جزئية وغير متماسكة في وقت لم تكن فيه الحاجة ماسة إلى قيادة حصيفة تتبنى إصلاحا جذريا لنظام اللجوء المنهار في أوروبا كما هي الآن.”

وتدعو منظمة العفو الدولية إلى اعتماد مقاربة استراتيجية على مستوى أوروبا لضمان طرق آمنة وقانونية بالنسبة إلى اللاجئين الفارين من الاضطهاد والنزاع. ثمة حاجة عاجلة لتخصيص ظروف استقبال مناسبة وإنسانية عندما يصل اللاجئون إلى الأراضي الأوروبية وجعل إجراءات اللجوء أكثر بساطة وفعالية في البلدان التي تتقاسم إلى حد ما مسؤولية استقبال اللاجئين.

الاستجابة لأزمة اللاجئين تميزت بحلول جزئية وغير متماسكة في وقت لم تكن فيه الحاجة ماسة إلى قيادة حصيفة تتبنى إصلاحا جذريا لنظام اللجوء المنهار في أوروبا كما هي الآن.

جون دالهاوزن

نحو 2800 شخص فقدوا حياتهم حتى الآن خلال هذه السنة وهم يحاولون الوصول إلى بر الأمان في أوروبا. لقد تطلب الأمر انتشار صور مروعة لهذه الحوادث لتحريك بعض القادة الأوروبيين بعدما أبدوا في السابق لامبالاة إذ غير بعضهم مواقفهم السابقة وعرضوا توطين مزيد من اللاجئين في بلدانهم. المشاهد اليائسة في المجر واليونان أظهرت أن المصاعب التي يكابدها اللاجئون وطالبو اللجوء أبعد ما تكون عن الانتهاء حتى عندما يصلون إلى الاتحاد الأوروبي.

لقد عاين موظفو منظمة العفو الدولية مؤخرا ظروف الاستقبال المروعة ومجموعة من البلطجية وهم يهاجمون اللاجئين ونشطاء جاءوا لدعمهم في جزيرة كوس اليونانية.

وقال باحثون في منظمة العفو الدولية أيضا إنهم التقوا بأشخاص احتجزوا في المجر بدون طعام ولا ماء كما التقوا بآخرين اضطروا إلى أن يناموا في الهواء الطلق.

وتُفصِّل “أجندة حماية اللاجئين في أوروبا” التي أعدتها منظمة العفو الدولية المشكلات التي يجب أن تُعالج، والإجراءات العاجلة والمنسقة التي يجب اتخاذها.

يجب على القادة الأوروبيين أن يتخذوا الإجراءات العاجلة التالية:

  • زيادة كبيرة في دعم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الواقعة في الخطوط الأمامية حتى تتمكن من توفير ظروف استقبال إنسانية وتسريع إجراءات البت في طلبات اللجوء.
  • السماح بوصول اللاجئين الذين تطأ أقدامهم أراضي الاتحاد الأوروبي عن طريق الحدود البرية الخارجية.
  • تخفيف الضغوط الآنية على البلدان التي لها حدود خارجية مع الاتحاد الأوروبي من خلال برنامج عاجل لإعادة التوطين.
  • مراجعة تشريعات الاتحاد الأوروبي التي تحد من حرية الحركة لأصحاب طلبات اللجوء المقبولة في بلدان الاتحاد الأوروبي.
  • ضرورة توقف بلدان الخطوط الأمامية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن صد اللاجئين وإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك المعاملة السيئة والاستخدام المفرط أو غير الضروري للقوة.

ويجب على القادة الأوروبيين، لكي يضمنوا حلا أكثر استدامة، أن يوفروا طرقا آمنة وقانونية إلى الاتحاد الأوروبي لمنع الوفيات في الطرق التي تنطوي على مخاطر، والاتفاق على نظام لجوء مشترك يضمن حقوقا متساوية، بما فيها الحق في الوصول إلى الخدمات والمزايا في جميع أرجاء الاتحاد الأوروبي.

وتقدر منظمة العفو الدولية أنه ستكون هناك حاجة خلال السنتين المقبلتين إلى تخصيص نحو 1.38 مليون مكان لإعادة توطين اللاجئين الأكثر ضعفا في العالم. وتدعو منظمة العفو الدولية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى تخصيص 300000 مكان على الأقل خلال هذه المدة، سواء عن طريق برامج وطنية أو عن طريق برنامج إلزامي يضعه الاتحاد الأوروبي.

وتختتم منظمة العفو الدولية بالقول إن “هناك أزمة لاجئين عالمية وليس أزمة لاجئين في أوروبا. لا يمكن لقادة الاتحاد الأوروبي أن يتجاهلوا هذه الأزمة أو يديروا ظهورهم للعواقب المأساوية لها. بعد شهور من المماطلة، يجب عليهم أخيرا أن ينشئوا نظاما عاجلا للاستجابة المنسقة، ويراجعوا بشكل جذري نظام اللجوء الفاشل فيها.”