مصر: لا يعدو العفو الرئاسي عن السجناء أن يكون مجرد لفتة رمزية

قالت منظمة العفو الدولية أنها وإذ ترحب بالأنباء التي تحدثت عن صدور مرسوم رئاسي اليوم بالعفو عن 100 سجين بينهم صحفيي قناة الجزيرة محمد فهمي وباهر محمد وعدد من الناشطين الذين سُجنوا بغير وجه حق مثل سناء سيف وبارا سلام، فإنها لا ترى فيه أكثر من مجرد لفتة رمزية.

وقالت المنظمة أن العفو الذي صدر عشية عيد الأضحى المبارك ينبغي أن يعقبه اتخاذ إجراءات أخرى تكفل التصدي بجدية للسجل المروع في مجال حقوق الإنسان في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي لا سيما على صعيد عدم السماح بمعارضة السلطات وانتقادها.

مع أن صدور العفو يحمل في طياته الكثير من الارتياح، فمن السخف أنه قد تم حبس الكثير ممن شملهم العفو في بادئ الأمر. إذ لا زال المئات يقبعون خلف القضبان لمجرد قيامهم بالاحتجاج أو أداء عملهم الصحفي.

سعيد بومدوحة، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية

وبهذه المناسبة، قال نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية، سعيد بومدوحة: “مع أن صدور العفو يحمل في طياته الكثير من الارتياح، فمن السخف أنه قد تم حبس الكثير ممن شملهم العفو في بادئ الأمر. إذ لا زال المئات يقبعون خلف القضبان لمجرد قيامهم بالاحتجاج أو أداء عملهم الصحفي.  ويجب بالتالي إلغاء الأحكام الصادرة بإدانة جميع من أُودعوا السجن لممارستهم الحق في حريات التعبير عن الرأي والتجمع وتشكيل الجمعيات بشكل سلمي ويتعين الإفراج عنهم فوراً ودون شروط”.

واختتم بوميدوحة تعليقه قائلاً: “لا يشكل من شملهم العفو الصادر اليوم سوى عدد قليل من بين مئات الأشخاص في عموم البلاد الذين تعرضوا للاعتقال التعسفي والاحتجاز غير المشروع.  ولن يعدو العفو الرئاسي الصادر أن يكون مجرد لفتة رمزية مفرغة من مضمونها ما لم يعقبه المزيد من قرارات الإفراج عن المحتجزين تعسفاً، واحترام الحق في حريات التعبير عن الرأي والتجمع وتشكيل الجمعيات، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”.

وتتضمن قائمة الذين شملهم العفو ناشطين بارزين في مجال حقوق الإنسان ممن تم حبسهم لا لشي سوى ما أبدوه من جرأة على تحدي قانون التظاهر القمعي في مصر من قبيل سناء سيف وعمر حاذق.   كما تشمل القائمة المدافعة عن حقوق المرأة يارا سلام وصحفيي قناة الجزيرة محمد فهمي وباهر محمد اللذان أُدينا مؤخراً بتهمة بث أخبار كاذبة رفقة زميلهم المفرج عنه بيتير غريستي الذي تم احتجازه أيضاً في عام 2013.

ولكن لم تتضمن قائمة أسماء الذين شملهم العفو المدونين الشهيرين علاء عبد الفتاح وأحمد دومة، أو أحمد ماهر ومحمد عادل، وهما من أبرز ناشطي حركة شباب 6 أبريل أو المدافعة عن حقوق الإنسان ماهي نور المصري.  كما خلت القائمة من سجيني الرأي المصور الصحفي محمود أبو زيد الملقب بشوكان والطالب محمود حسين.