أرمينيا: ينبغي التحقيق في مزاعم الانتهاكات على أيدي الشرطة عقب استخدام خراطيم المياه ضد المحتجين واعتقالهم

قالت منظمة العفو الدولية إن السلطات الأرمينية يجب أن تُجري تحقيقات محايدة ومستقلة ووافية في مزاعم استخدام القوة المفرطة من قبل الشرطة- بما في ذلك خراطيم المياه- لتفريق مظاهرة سلمية بشكل رئيسي  قبل إلقاء القبض على أكثر من 200 متظاهر في شوارع العاصمة يريفان صباح هذا اليوم.

وقالت شرطة يريفان إنها اعتقلت 237 شخصاً بعد أن خرجوا من مكان الاحتجاج الدائم على مدار الساعة في ميدان بوسط المدينة واتجهوا نحو المقر الرئاسي. ومنذ 19 يونيو/حزيران شارك آلاف الأشخاص في المظاهرات التي اندلعت ضد ارتفاع أسعار الكهرباء في يريفان وغيرها من المدن، من بينها مدينة غيومري، حيث قُبض على 12 شخصاً آخر.

وقال دنيس كريفوشيف، نائب مدير برنامج أوروبا ووسط آسيا في منظمة العفو الدولية: “إن قيام السلطات الأرمينية بتفريق مظاهرة كانت سلمية في تلك المرحلة، إنما يعتبر أسلوباً غليظاً ينبغي تجنُّب استخدامه لحماية حرية التعبير والتجمع. وإن صور الفيديو التي تُظهر خراطيم المياه الشديدة الضغط وهي تُوقع المحتجين أرضاً، تعتبر أمراً مثيراً للقلق.”

إن قيام السلطات الأرمينية بتفريق مظاهرة كانت سلمية في تلك المرحلة، إنما يعتبر أسلوباً غليظاً ينبغي تجنُّب استخدامه لحماية حرية التعبير والتجمع. وإن صور الفيديو التي تُظهر خراطيم المياه الشديدة الضغط وهي تُوقع المحتجين أرضاً، تعتبر أمراً مثيراً للقلق.

دنيس كريفوشيف، نائب مدير برنامج أوروبا ووسط آسيا في منظمة العفو الدولية

وأضاف قائلاً: “حتى لو صدرت تحذيرات مسبقة، فإن خراطيم المياه الشديدة الضغط يمكن أن تتسبب بإصابات وينبغي عدم استخدامها ضد المتظاهرين السلميين؛ إذ أن هذه الأداة تعتبر عشوائية بطبيعتها ويمكن أن تُلحق الأذى بالمارة.”

“ومضى كريفوشيف يقول: “لقد فهمنا أن السلطات الأرمينية تحقق مع المحتجين في حوادث “الشغب”، وليس في رد الفعل الغليظ من قبل السلطات. ويجب ألا تفعل السلطات ذلك على حساب إجراء تحقيق محايد ومستقل في مزاعم استخدام الشرطة للقوة المفرطة، بما فيها خراطيم المياه، ضد المتظاهرين الذين ربما يكونون قد منعوا حركة السير، ولكنهم كانوا سلميين. وينبغي إخضاع قوات الأمن التي يتبين أنها مسؤولة عن الانتهاكات لإجراءات تأديبية أو للمقاضاة.”

وذكر نشطاء محليون أن مئات الأشخاص غادروا يوم أمس احتجاجاً سلمياً أكبر في ميدان بوسط المدينة واتَّجهوا نحو المقر الرئاسي في يريفان بعد عدم إيفاء السلطات بالموعد النهائي لإلغاء قرار رفع أسعار الكهرباء المقرر في 1 أغسطس/آب.

وتصرُّ الشرطة على أن المسيرة كانت غير قانونية  وأوقفت المحتجين بإقامة حواجز للشرطة. ويبدو أن المحتجين رفضوا اقتراحاً بإرسال مجموعة أصغر منهم لمقابلة الرئيس وتسليم عريضتهم له. وبدلاً من ذلك جلسوا على الشارع ومنعوا حركة السير.

وقال شهود عيان لمنظمة العفو الدولية إن أفراداً من الشرطة يرتدون ملابس مدنية قاموا بضرب المحتجين السلميين.

وفي حوالي الساعة الخامسة والنصف استخدمت الشرطة خراطيم المياه ضد المحتجين. ويُظهر فيلم فيديو استخدام خراطيم المياه الشديدة الضغط لإسقاط المتظاهرين أرضاً، على الرغم من أنهم كانوا سلميين في معظمهم. وقد حاول بعض المحتجين الوقوف بصورة سلمية، ولكن ضغط المياه الشديد أسقطهم أرضاً بين الجمهور مرة أخرى قبل أن يعتقلهم أفراد الشرطة الذين كان بعضهم يرتدي ملابس مدنية. ورداً على ذلك قام بعض المحتجين بإلقاء زجاجات المياه باتجاه الشرطة. ولم تظهر أية أدلة على استخدام العنف إلا بعد استخدام خراطيم المياه.

وقالت الشرطة في بيان لها إن أفرادها تعرضوا لإلقاء الحجارة وإن ما لا يقل عن سبعة محتجين و 11 شرطياً أُصيبوا بجروح. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات خطيرة في صفوف الجانبين.

وأكدت الشرطة وشهود عيان أنه تم استهداف صحفيين إلى جانب المحتجين. وعلى الرغم من أن الصحفيين أبرزوا بطاقاتهم الصحفية، فإن الشرطة عمدت إلى مصادرة وإتلاف معدات الفيديو.

وخلص دنيس كريفوشيف إلى القول: “إن المزاعم التي تحدثت عن استهداف الصحفيين على وجه التحديد تحمل في طياتها تداعيات بشأن حرية التعبير، وينبغي إجراء تحقيق مستقل بشأنها كذلك.”