على قادة مجموعة العشرين الإعلان عن تدابير ملموسة لوقف انتشار “إيبولا” والعمل على تنفيذها

قال عدد من المنظمات غير الحكومية الدولية البارزة اليوم إنه يتعين على قادة مجموعة العشرين المجتمعين في أستراليا، في عطلة نهاية الأسبوع، أن يتصرفوا على الفور لضمان توفير العاملين والمعدات والتمويل لوقف انتشار فيروس “إيبولا”، دونما تمييز.

وتتواجد منظمة العفو الدولية و”أوكسفام إنترناشونال” و”بلان إنترناشونال” و”أنقذوا الطفولة” و”ووترأيد” بصورة جماعية في جميع البلدان الثلاثة الموبوءة بالفيروس، ولديها تحليل واضح للاحتياجات الهائلة التي ينبغي التصدي لها.

وقد أطلقت هذه المنظمات الدولية غير الحكومية الخمس مناشدة إلى الاقتصادات العشرين الأكبر في العالم، كي تأخذ هذه الدول تدابير ملموسة لكسب المعركة ضد وباء “إيبولا”.

وخلال أسبوعين ، وقع على المناشدة 165,490شخصاً من شتى أنحاء العالم للإعراب عن تضامنهم مع المجتمعات المتضررة من انتشار “إيبولا”، وتذكير قادة مجموعة العشرين بأن النافذة لوقف تفشي المرض خارج السيطرة تنغلق بسرعة.

وفي هذا السياق، قال ستيف كوكبيرن، نائب مدير البرنامج الإقليمي لغرب ووسط أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إنه “يتعين على قادة مجموعة العشرين أنه على الدول، في مجرى الحالات الصحية الطارئة، كما هو الحال بالنسبة لأزمة ‘الإيبولا’، واجباً ملزماً بمقتضى القانون الدولي لحقوق الإنسان بأن تقدم المساعدة إذا كانت في وضع يسمح لها بذلك.

“ومن الضروري تصعيد الرد على انتشار المرض، على الصعيدين الوطني والعالمي، على وجه السرعة، وبطريقة تحترم جميع الحقوق الإنسانية للمرضى والعاملين الصحيين والمجتمع بأسره، وتحميها وتحققها.”

واستباقاً لانعقاد القمة، قامت منظمة العفو الدولية و”أوكسفام إنترناشونال” و”بلان إنترناشونال” و”أنقذوا الطفولة” و”ووترأيد” بتنظيم عدة حملات وفعاليات جماهيرية واجتماعات في جميع أقاليم العالم، بما في ذلك أستراليا واليابان وأسبانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وتقول ميريام ديم، رئيسة “ووترأيد” لإقليم غرب أفريقيا، إن “وباء إيبولا قد ذكرنا بمدى هشاشة الأنظمة الصحية في معظم دول غرب أفريقيا وبضرورة تحسين مستوى الصرف الصحي ونظافة المياه والنظافة العامة وتعزيز أنماط السلوك السليمة حيالها في السياسات الوطنية، وفي خطط التنمية.

“ولا بد للمجتمع الدولي من أن يكثف جهوده، ويتعين أن تتوخى تدخلاته الخارجية اختيار حلول تقودها المجتمعات المحلية بحيث تكون ملاءمة لأوضاعها. ويتعين أن ترتبط هذه الحلول باستراتيجيات طويلة الأجل تكفل أن تتضمن أنظمتنا الصحية برامج لتغيير السلوك على نحو يعزز الاستراتيجيات الوقائية.”

ومنذ اندلاع وباء “إيبولا” في غينيا، في ديسمبر/كانون الأول 2013، وانتشاره لاحقاً في ليبريا وسيراليون، يتزايد عدد الحالات التي يتم التبليغ عنها، بينما وصل عدد الوفيات الناجمة عنه في غرب أفريقيا إلى 5,000، ما يعرض الأطفال للإصابة بالفيروس.

وأكد داميان كويلي، نائب المدير الإقليمي لمنظمة “بلان”، المسؤول العام للمنظمة عن مواجهة أيبولا، مجدداً على أن “انتشار فيروس إيبولا يلحق الضرر بالجميع. بيد أن الأطفال هم الأشد تعرضاً على وجه خاص بالنظر لما يلحق بهم من تمزيق لحياتهم ووفيات وفزع وحتى من وصمة وعزلة. ومن الأهمية بمكان أن تتضمن جميع الاستراتيجيات المتعلقة ‘بإييبولا’ ردوداً صديقة للأطفال، وأن تعطي الأولوية لحمايتهم ورفاههم”.

ويتعين أن تنطلق على الفور حملة واسعة النطاق من التضامن الدولي لمساعدة البلدان المتضررة.

وتقول ناتاشا كويست، المديرة الإقليمية “لإنقذوا الطفولة”، في هذا الصدد: “إن بعض البلدان قد اندفعت لتقدم ما يفوق وزنها الدولي، كما تبين مبادرة  كوبا السريعة لتقديم عاملين في الرعاية الصحية من مواطنيها، وكذلك تعهد نيجيريا مؤخراً بإرسال 600 من عامليها إلى مناطق مواجهة المرض.

“إن آلاف الأطفال قد فقدوا آباءهم وأمهاتهم وأحباءهم، بينما كانت التداعيات الاجتماعية والآثار على الرعاية الصحية والاقتصاد مدمرة. ومع تأكيد وجود حالات جديدة في مالي، يتعين على المجتمع الدولي مضاعفة جهوده الإقليمية لنشر الوعي ووقف انتشار المرض في مهده. فالمعركة اليوم لا تزال محتدمة، وعلى كل دولة من دول مجموعة العشرين- وليس حفنة من الدول فحسب- أن تقوم بدورها.

وأخيراً وليس آخراً، أكد فنسنت كوخ، رئيس فريق المواجهة العملياتية لإبولا في “أوكسفام” أن “الفرصة في السيطرة على انتشار ‘إيبولا’ تنغلق بسرعة. ومجموعة العشرين هي الأفضل وضعاً للقيام بالدور الطليعي وتقديم الموارد اللازمة حد اليأس لمعالجة الأوضاع. أما الاختباء وراء كرم الآخرين فغير مقبول إذا ما أردنا التصدي للحالة الطارئة فوراً وضمان تعافي الإقليم على المدى الطويل”.