باراغواي: الاحتفال بصدور قانون يعيد أراضي الأجداد إلى مجتمع للسكّان الأصليين بعد عقدين من الفقر المدقع

قالت منظمة العفو الدولية إنّ قانوناً وقَّعه اليوم رئيس الباراغواي ويمكّن مجتمع الساوهوياماكسا من العودة الى أراضي أجدادهم يعد انتصاراﹰ للسكان الأصليين، الذين ناضلوا من أجل حقوقهم لما يزيد عن 20 عاماً.

ففي وقت سابق اليوم، أصدر الرئيس هوراشيو كارتيس قانوناﹰ أقرّه الكونغرس الوطني في مايو/أيّار وأجاز مصادرة ملكية أكثر من 14,000 هكتاراً من مالكها وإرجاعها الى جماعة الساوهوياماكسا، مع تقديم التعويض لمالك الأرض الحالي.

وتعليقاً على الحدث، قالت نائبة مدير برنامج الأمريكيتين في منظمة العفو الدولية، غوادالوب مارينغو: “هذه لحظة لم تحلم العديد من عائلات الساوهوياماكسا بها. فقد تمكنت الباراغواي، في نهاية المطاف، من اتخاذ خطوات ملموسة لإعادة حقوق  الساوهوياماكسا بأراضيهم إليهم، بعد عقدين من الحرمان وتأمين لقمة العيش بشظف تحت ظروف سيئة للغاية وصعوبات حالت دون تمتعهم بالخدمات الأساسية”.

فقد ناضلت حوالي 160 عائلة من الساوهوياماكسا على مدى عقود من أجل استرجاع أراضي أجدادها في منطقة شاكو. حيث ظلت هذه العائلات تعيش في أكواخ خشبية متداعية بمحاذاة أحد الطرق الرئيسية السريعة، وكان وصولها إلى الخدمات الصحية والطعام والتعليم أمراً شبه مستحيل.

وكانت محكمة البلدان الأمريكية لحقوق الانسان قد قضت في صالح الساوهوياماكسا في 2006، ولكن تطلّب الأمر من الباراغوي ثماني سنين أخرى حتى اتخذت الخطوات الحاسمة للامتثال لهذا الحكم.

ومضت غوادالوب مارينغو إلى القول: “يمثّل اليوم انتصاراﹰ للساوهوياماكسا، الذين أصبح بإمكانهم أخيراً الرجوع إلى موطنهم. وعلى الباراغواي الآن استغلال هذا الإنجاز لمعالجة حقوق جماعات السكان الأصليين الأخرى التي حرمت من استرداد أراضي الأجداد في البلاد”.

وطقاﹰللأرقام الرسمية، يعيش في الباراغواي قرابة 600,108 من السكان الأصليين، أي حوالي 1.7 بالمئة من إجمالي السكان، على أنّه يرجّح أنّ هذا الرقم أقل كثيراً من الرقم الحقيقي.

وما زالت جماعة أخرى من السكان الأصليين، وهي مجتمع الياكيا أكسا، تنتظر استرداد أراضيها على الرغم من توصل الدولة إلى اتفاق مع مالك أراضيهم في 2012.

واختتمت غواديلوب مارينغو بالقول: “لقد أظهرت الباراغواي عزمها على معالجة أمر حقوق الساوهوياماكسا. وحان الوقت لتوسّع نطاق إلتزامها ليشمل جميع الشعوب الأصلية في الدولة، الذين يواجهون التمييز والتهميش، وهُضمت حقوقهم على مدى سنين عديدة”.