نيجيريا: يجب ﺇنهاء حملة العنف و الاختطاف ضد المدنيين

قالت منظمة العفو الدولية إن الاعتداء الدمويّ بتفجير سيارة في ضاحية سكنية في العاصمة النيجيرية، أبوجا، ليلة البارحة، يبيّن مدى الاستخفاف بالحياة الإنسانية و يُبرز الحاجة الملحة إلى وقف العنف ضد المدنيين، الذي تقوم به جماعاتٌ إسلامية مسلّحة.ولم تُعلن أيّ جماعة مسؤوليتها عن الهجوم الأخير، الذي راح ضحيته 19 قتيلاﹰ وأكثر من 620 جريحاً، في ضاحية نيانيا من أبوجا. ويأتي عقب أقل من ثلاثة أسابيع على قيام جماعة “بوكو حرام” المسلّحة بقتل أكثر من 70 شخصاﹰ في هجوم مماثل في المنطقة نفسها.وفي هذا السياق، قالت سوزانا فلاد، مديرة برنامج الإعلام في منظمة العفو الدولية، إنه “بالإضافة إلى إظهار الاستخفاف الشديد بالحياة الإنسانية، فإنّ  الهجمات العنيفة ضد المدنيين، مثل تلك التي تم تنفيذها ليلة البارحة، تُعد غير قانونية ويجب أن تنتهي حالاً.”وعلى بوكو حرام، وغيرها من الجماعات المسلحة، التخلي عن حملتها العنيفة غير القانونية والضارة ضد المدنيين واستنكارها. كما يتعين على السلطات النيجيرية، من جانبها، القيام بجهد أكبر لحماية المدنيين وجلب مُقترفي هذه الهجمات إلى ساحة العدالة. ولكن من الضروريّ تماماً أن تقوم بذلك من دون ارتكاب المزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان.”وقد قُتل ما يزيد عن 1,500 شخص منذ بداية 2014  في خضم القتال بين قوات الأمن النيجيرية والجماعات الإسلامية المسلّحة، التي غالباﹰ ما تتخذ من شمال شرق البلاد مسرحاً لعملياتها، ولكنّها تقوم بهجمات أحياناﹰ في العاصمة وغيرها من المناطق. وتأتي هجمة ليلة البارحة قبل أيام فقط على بدء أعمال المنتدى الاقتصاديّ العالميّ حول أفريقيا، الذي سيُفتتتح في 7 مايو/ أيّار، في أبوجا.

طالباتُ المدرسة المختطفات

يأتي الهجوم الأخير في الوقت الذي يُطالب فيه العديد من النيجيريين بإطلاق سراح أكثر من 200 طالبة تم اختطافهن في 15 أبريل/نيسان أثناء مداهمة ليلية من قبل جماعة مسلّحة في شيبوك، شمال شرق نيجيريا. ولم تُعرف الجهة المسؤولة عن الاختطاف بعد، ولكن جماعات إسلامية بينها “بوكو حرام”، التي يجسد اسمها دعوة إلى منع التعليم “الغربيّ”، كانت قد قامت بعمليات اختطاف مماثلة على نطاق أضيق في الماضي.ويوم الأربعاء، نظّم مئات الأهالي، بمن فيهم أُمّهات الطالبات المختطفات، مسيرة إلى الجمعية الوطنية في أبوجا لتسليم رسالة يطالبون فيها السلطات النيجيرية بمزيد من الإجراءات لضمان إطلاق سراح الفتيات.واختتمت سوزانا فلاد بالقول: “إن منظمة العفو الدولية تعلن تضامنها مع النيجيريين الداعين إلى إطلاق سراح الطالبات في شيبوك فوراً ودون قيد أو شرط، وإلى وضع حد للجماعات المسلّحة التي تقوم بخطف المدنيين.”وعلى الجماعات المسلّحة التي تقوم بعمليات الإختطاف هذه أن تعلم بأنّها ترتكب خروقات جسيمة للقانون الإنساني الدولي ولقانون حقوق الإنسان. وستواصل منظمة العفو الدولية حثّ السلطات النيجيرية على ضمان جلب المسؤولين عن هكذا اعتداءات إلى ساحة العدالة، وإلى منحهم محاكمات منصفة.”