إدوارد سنودن الموظف المتعاقد السابق مع الاستخبارات الأمريكية الذي أذاع بعض أسرارها، تشير أحدث ادعاءاته إلى خطر حقيقي جدا يتمثل في أن المدافعين عن حقوق الإنسان، بمن فيهم موظفو منظمة العفو الدولية، كانوا أهدافاً للمراقبة الشاملة من قبل وكالات التجسس الأمريكية والبريطانية .أدلى سنودن، الذي يعيش في المنفى في موسكو، بهذه التصريحات بعد ظهر اليوم عبر دائرة تلفزيونية مغلقة إلى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في ستراسبورغ بفرنسا.وقد سئل عما إذا كانت الوكالة الأميركية للأمن القومي أو نظيرتها البريطانية ” رئاسة الاتصالات الحكومية ( GCHQ ) ” تشتغلان بالتجسس على منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش وغيرها وعندها أجاب قائلاً: ” دون شك، نعم ، بالتأكيد … وكالة الأمن القومي في واقع الأمر قد استهدفت على وجه التحديد اتصالات إما للقادة أو لفرق العاملين في عدد من المنظمات المدنية البحتة أو حقوق الإنسان من النوع الذي وصفتموه ” .وبهذا الصدد، قال مايكل بوكانيك، مدير أول قسم القانون الدولي و السياسة في منظمة العفو الدولية: ” إن هذه الادعاءات، إذا دعمت بالأدلة، من شأنها أن تؤكد مخاوفنا منذ فترة طويلة من أن وكالات الاستخبارات الدولة مثل وكالة الأمن القومي و رئاسة الاتصالات الحكومية قد وضعت منظمات حقوق الإنسان لمراقبة الشامل طول الوقت”. وهذا يثير احتمالاً حقيقياً جدا بأن اتصالاتنا مع مصادر سرية تم اعتراضها. و تقاسم هذه المعلومات مع الحكومات الأخرى قد يضع المدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم في خطر وشيك. عندما أثيرت هذه المخاوف أمام المحكمة العليا في الولايات المتحدة، تم إنكارها بدعوى أنها ‘ تخمينات’ . أحدث ما كشف عنه سنودن يظهر أن هذه المخاوف أبعد ما تكون عن الافتراضات النظرية – وإنما احتمال واقعي جدا.”نحن في حاجة الآن إلى الكشف الكامل والصريح لمدى برامج المراقبة هذه وكذلك الضمانات القانونية شديدة الإحكام ضد مثل هذه المراقبة العشوائية في المستقبل. “