كينيا: إرغام اللاجئين الصوماليين على مغادرة البلاد

في تقرير نُشر اليوم، قالت منظمة العفو الدولية إن تفشي عمليات الترهيب وانتهاكات حقوق الإنسان وسحب الخدمات ترغم اللاجئين الصوماليين على مغادرة كينيا.وقالت سارة جاكسون، نائبة مدير البرنامج الإقليمي في منظمة العفو الدولية: “لقد أصبح المناخ في كينيا الآن معادياً إلى حد صار بعض اللاجئين يشعرون بأنه ليس أمامهم من خيار سوى العودة إلى الصومال، حيث لا يزال النـزاع المستمر في بعض المناطق يدمر حياة الناس. وهذا أمر يضاهي العودة القسرية.”ويبين تقرير منظمة العفو الدولية المعنون بـ “لا مكان كالبيت” كيف أصبحت حياة اللاجئين الصوماليين لا تطاق. فالناس يُحرمون من التسجيل، مما يعني أنهم يقيمون في كينيا بصورة غير مشروعة، ويُستهدَفون من قبل الشرطة في عمليات اعتقال عشوائية.فقد قال عبدي، البالغ من العمر 28 عاماً، “الحياة هنا في كينيا أشبه بالسجن؛ ففي الليل لا نستطيع مغادرة المنـزل، وفي النهار يُحتمل أن يتم القبض علينا. والصومال غير آمنة حالياً، إذ أننا نسمع عن تفشي عمليات القتل هناك، ولكن كينيا تبعث على اليأس… ولذا، فبدلاً من البقاء هنا، لم لا أعود إلى بلادي.”  في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وفي أعقاب الهجوم الذي شنته “حركة الشباب” على ويست غيت في نيروبي، التقت حكومتا الصومال وكينيا بالمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتم توقيع اتفاقية حددت إطاراً لعودة مئات آلاف للاجئين إلى الصومال. ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ هذا البرنامج عما قريب.وقالت سارة جاكسون: “إن حالة انعدام الأمن والمضايقات التي يعيش في ظلها اللاجئون دفعتهم إلى حالة من صراع البقاء في كينيا. فهم من الناحية الفعلية يُرغَمون على مغادرة ملاذهم الآمن. إذ لكي تكون العودة قانونية، يجب أن تكون طوعية، أي بدون التعرض لأية ضغوط غير واجبة، مع ضمان سلامتهم وكرامتهم. ونحن في الوقت الراهن نشعر بالقلق العميق من أنه لن يتم الإيفاء بهذه المعايير.”ووفقاً للمبادئ التوجيهية للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فإن قرار اللاجئ بالعودة لا يمكن اعتباره طوعياً إلا إذا كان مدفوعاً “بعوامل جذب” إيجابية في الصومال، وليس بممارسة الضغوط عليهم لمغادرة كينيا.إن الأغلبية العظمى من اللاجئين الذين قابلتْهم منظمة العفو الدولية يخاطرون بالتعرض للاضطهاد والانتقام.فقد تحدث فارتون إلى منظمة العفو الدولية حول عودة عمه إلى منـزله في منطقة شابيل السفلى، فقال: “قُبض عليه في اليوم الذي عاد فيه إلى منـزله؛ إذ اقتاده جنود حركة الشباب واحتجزوه أسيراً لديهم. وبعد خمسة أيام جلبوه إلى الستاد الرياضي وضربوا عنقه أمام الملأ. وبعد ذلك تركوه في العراء ووضعوا رأسه على بطنه […] لمدة أسبوع.”وأضافت سارة جاكسون تقول: “وفقاً للقانون الدولي، لا يمكن أن تتم العودة الطوعية إلا بضمان سلامة اللاجئين وكرامتهم. فكيف يمكن أن يحدث ذلك في الوقت الذي تقع فيه يومياً انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في الصومال؟”ومضت تقول: “إن الحكومة الكينية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين ملزمتان بحماية اللاجئين في كينيا. وإن القانون الدولي يحظر ممارسة الضغط على اللاجئين لحملهم على العودة إلى مناطق النـزاع المسلح المحتدم التي تتعرض فيها حياتهم وحريتهم للخطر.”