مالي: القبض على جنود متمردين وقتلهم خلال عملية تطهير

قالت منظمة العفو الدولية، استناداً إلى أبحاثها الخاصة، إنه يبدو أن عناصر تابعة لجيش مالي تقوم بعملية تطهير وأعمال قتل خارج نطاق القانون لجنود شاركوا، في الشهر الماضي، في تمرد في إحدى الثكنات، بالعاصمة باماكو. إذ عثر على جثث أربعة جنود في وقت سابق من الشهر الحالي بالقرب من العاصمة، بينما لا يزال عدة عسكريين آخرين، بينهم ضابط برتبة عقيد، في عداد المفقودين. وتثير عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء هذه، حسبما يبدو، وكذلك حالات اختفاء العسكريين، مخاوف من أن الجنود الموالين للجنرال أمادو هايا سانوغو، الذي قام بانقلاب في مارس/آذار 2012، يقومون بحملة تطهير لاستئصال من يخالفونهم في مواقفهم. وفي هذا السياق، قال غايتان موتو، باحث منظمة العفو الدولية بشأن غرب أفريقيا، إن “هذا هو آخر الأمثلة الصادمة على حقيقة كيف أن مجموعة صغيرة من الجنود ممن يعتبرون أنفسهم فوق القانون تمسك بزمام السلطة بعنجهية في مالي”. وتدعو منظمة العفو الدولية السلطات المالية إلى فتح تحقيق مستقل ومحايد في هذه الأحداث الخطيرة بالذات، وضمان وقف الأشخاص الذين يزعم أنهم يتحملون مسؤولية هذه الأعمال عن مهامهم، ومقاضاتهم. ومن شأن مثل هذه التحقيقات أن تشكل إضافة حاسمة للجهود المبذولة لاستعادة حكم القانون عقب النزاع المسلح في شمال مالي. وقال موتو: “إنه لأمر مريع رؤية مجموعة صغيرة من الجنود الموالين للطغمة الحاكمة تفرض جواً من الإرهاب على من يرون أنهم خصومهم، دونما خشية من عقاب، رغم انتخاب رئيس على نحو ديمقراطي في أغسطس/آب 2013”.وعلى ما يبدو، فقد استهدف الجنود الذي زُعم أنهم أعدموا خارج نطاق القضاء بسبب مشاركتهم في تمرد في ثكنة كاتي العسكرية، بالقرب من العاصمة باماكو، في 30 سبتمبر/أيلول. حيث تمرد الجنود ضد بعض المسؤولين في الطغمة السابقة، ولا سيما قائدها الجنرال سانوغو، بسبب عدم ترقيتهم. وفي بيان أصدروه، قال الجنود إنهم قرروا امتشاق السلاح للمطالبة بحقهم في الترقية ولتلقي دفعة مالية مستحقة لهم. وقبض على أحدهم، وهو الجندي من الصف الأول لاسينيه كيتا، على أيدي جنود موالين للطغمة العسكرية السابقة في حانة في باماكو، ليلة 30 سبتمبر/أيلول. وقال شاهد اتصلت به منظمة العفو الدولية ما يلي: “كنت مع [لاسينيه كيتا]. خرجت للحظة، وعندما عدت أبلغت بأن جنوداً قد أخذوا صديقي”.وعثر على جثة لاسينيه كيتا لاحقاً بالقرب من ثكنة كاتي في 4 أكتوبر/تشرين الأول. وحسبما ذُكر، ألقي بجثة جندي آخر، وهو دراماني سيسوكو، في مشرحة في باماكو. ومنذ التمرد، لم يعرف مكان وجود العقيد يوسف تراوري، ولدى منظمة العفو الدولية بواعث قلق من احتمال أن يكون قد أخضع للاختفاء القسري. إذ عثر على جثة حارسه الشخصي، ساليف ميغا، الملقب “غاندا كويي”، وقد قطع رأسه، بينما ورد أن سائقه مفقود أيضاً. وكان العقيد تراوري أحد قادة الطغمة العسكرية التي أطاحت بالرئيس المنتخب ديمقراطياً أمادو توماني توري في مارس/آذار 2012. ومضى غايتان موتو إلى القول: “إنه لمما يثير القلق الشديد أن يواصل الجنود الذين يزعم أنهم مسؤولون عن عمليات القتل خارج نطاق القضاء هذه، وعن عمليات الاختفاء القسري، استهداف العسكريين أو المدنيين الذين يعتقد أنهم يقاومون حكم الأمر الواقع للجنرال سانوغو، أو يحتجون عليه. وفي أعقاب تمرد 30 سبتمبر/أيلول، قبض على نحو 30 جندياً، وهم محتجزون حالياً في “المعسكر 1” التابع للدرك. وسلَّم بعضهم أنفسهم إلى الدرك طلباً للحماية. واختتم غايتان موتو بالقول: “يتعين توفير الحماية لأي جنود معتقلين من التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، ومن الأعمال الانتقامية، بما فيها الاختفاء القسري”.

خلفية

ارتكب الجنود الذين قادوا عمليات التصفية انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان دون أن يحاسبهم أحد. وقد قامت منظمة العفو الدولية بتوثيق حالات 21 جندياً أخضعوا للاختفاء القسري عقب اختطافهم من زنزانتهم في ثكنة كاتي، أوائل مايو/أيار 2012. واتهم هؤلاء الجنود بأنهم من مؤيدي الرئيس السابق توريه وبتنظيم انقلاب مضاد.