نحث “حركة الشباب الصومالي” على إطلاق سراح أحد نشطاء حقوق الإنسان

قالت منظمة العفو الدولية يوم الاثنين إن جماعة المعارضة المسلحة المعروفة باسم حركة “الشباب” يجب أن تطلق سراح ناشط في مجال حقوق الإنسان كانت قد قبضت عليه في الأسبوع الماضي، وأن توقف هجماتها المتكررة على النشطاء الآخرين.

ففي 16 أبريل/نيسان، قبض أعضاء في حركة الشباب على ألن هيلولي حسن في منـزله بمدينة بيدوا، وهو مدير منظمة لحقوق الإنسان في منطقة باي وباكول بجنوب الصومال.

وقال ميشيل كغاري، نائب مدير برنامج أفريقيا في منظمة العفو الدولية: “إن هجمات منظمة الشباب على المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين ما هي إلا محاولة لإخراس أية أنباء بشأن الانتهاكات الصارخة التي ترتكب ضد السكان المدنيين. وقال إنه “يتعين على حركة الشباب إطلاق سراح المدافع عن حقوق الإنسان ألن هيلولي حسن فوراً، وضمان عدم تعرضه للتعذيب أو الأذى بأي شكل من الأشكال.”

وذُكر أن الجماعة رفضت السماح لأقرباء ألن هيلولي، البالغ من العمر 47 عاماً، بزيارته في السجن المركزي في بيدوا. ويُذكر أن منظمة الشباب تسيطر على بيدوا منذ يناير/كانون الثاني 2009.

ومنذ ذلك الحين تلقت منظمة العفو الدولية معلومات تفيد بأن المدافع عن حقوق الإنسان ألن هيلولي ربما يكون قد نُقل إلى إحدى مناطق العاصمة مقديشو الواقعة تحت سيطرة حركة الشباب.

وخلال مداهمة منـزل ألن هيلولي، من قبل أعضاء في حركة الشباب في بيدوا،، قاموا بالاستيلاء على حاسوبه وعلى قرص USB يحتويان على معلومات تتعلق بعمل المنظمة. وقبل اختطاف ألن هيلولي كانت حركة الشباب قد اتهمت منظمته بالتجسس لصالح قوى أجنبية، واستولت على أجهزة موجودة في مكاتبها في بيدوا.

ومضى ميشيل كغاري يقول: “إن جماعات المعارضة المسلحة تواصل ترهيب نشطاء المجتمع المدني الصومالي، وإنه يتعين على أعضاء حركة الشباب وغيرهم احترام حق جميع الصوماليين في حرية التعبير، ووضع حد لنمط القمع والخوف الذي يفرضونه على نشطاء حقوق الإنسان والصحفيين.

“في 3 أبريل/نيسان، أصدرت جماعة المعارضة المسلحة المعروفة باسم “حزب الإسلام” أوامر إلى محطات الإذاعة بالتوقف عن بث الموسيقى، مدعيةً بأنها ليست من الإسلام في شيء.

وفي 9 أبريل/نيسان منعت حركة الشباب هيئة الإذاعة البريطانية وإذاعة VOA من البث في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وادعت أن هاتين المحطتين معارضتان “للإدارة الإسلامية”، وصادرت أطباق استقبال المحطات الفضائية التي تلتقط بث محطة  BBC وأجهزة الأرسال على موجات FM. وقد اضطرت معظم محطات الإذاعة إلى وقف نقل برامج BBC وبث الموسيقى خوفاً من عمليات الانتقام من قبل جماعات المعارضة المسلحة.

وما برح المدافعون عن حقوق الإنسان والصحفيون الصوماليون يقعون ضحايا لعمليات القتل المستهدف والتهديدات بالقتل وعمليات الاختطاف والاعتداءات على مدى السنوات الثلاث الماضية. وأُجبر العديد من نشطاء المجتمع المدني على الذهاب إلى المنفى بسبب مثل تلك التهديدات، بينما ظل الآخرون الذين مكثوا في الصومال عرضة لمخاطر جسيمة.

وأضاف ميشيل كغاري يقول: “إن المجتمع المدني الصومالي بحاجة إلى حماية الآن. ويجب على المجتمع الدولي ألا ينتظر وقتاً أطول للتصدي لتفشي ظاهرة الإفلات من العقاب التي تسود الصومال.”

وتسيطر حركة الشباب في الوقت الراهن على مناطق في جنوب الصومال ووسطه، من بينها مدن رئيسية مثل ميركا وكسمايو وبيدوا، بالإضافة إلى بعض المناطق في العاصمة مقديشو.

إن الحكومة الاتحادية الانتقالية الصومالية المدعومة دولياً تبسط سلطتها على جزء من العاصمة فقط، وتتعرض لهجمات متكررة على أيدي حركة الشباب وغيرها من الجماعات المسلحة.

وقد انبثقت جماعات الشباب المسلحة من “اتحاد المحاكم الإسلامية”، وهي حركة بسطت سيطرتها مؤقتاً على مقديشو ومناطق أخرى في عام 2006.

بيد أن اتحاد المحاكم الإسلامية هُزم عسكرياً على أيدي القوات الإثيوبية التي تدخلت في الصومال في أواخر عام 2006 لمساعدة الحكومة الاتحادية الانتقالية.

وبعد تعيين شيخ شريف شيخ أحمد، وهو زعيم سابق لاتحاد المحاكم الإسلامية، رئيساً للحكومة الاتحادية الانتقالية في يناير/كانون الثاني 2009 ومغادرة القوات الإثيوبية للصومال، ما انفكت حركة الشباب وغيرها من الجماعات المسلحة تقاتل ضد الحكومة الاتحادية الانتقالية، مدعيةً بأنها موالية للغرب.