“أنا مدين بحياتي لمنظمة العفو الدولية”

” أنا مدين بحياتي لمنظمة العفو الدولية … الآن سأكرس حياتي للنضال ضد عقوبة الإعدام، ومن أجل التوعية بحقوق الإنسان”.

في أوائل هذا الشهر باليمن، قام حافظ إبراهيم المفعم بالعواطف بتحية العمري شيروف باحث منظمة العفو الدولية، وهو الرجل الذي يرجع إليه الفضل في وقف إعدام حافظ بسبب جريمة ارتكبها عندما كان طفلاً.  والآن، يصف حافظ، البالغ من العمر 22 عاماً، بكل فخر عزمه على أن يستفيد من حياته التي عادت إليه أشد الاستفادة. فهو في عامه الدراسي الثالث لدراسة القانون في جامعة صنعاء، ويعتزم أن يكرس نفسه لحماية حقوق الإنسان. وقصته تسلط الضوء على مدى جور وقسوة عقوبة الإعدام عندما تطبق على الأحداث المذنبين.  

 كان حافظ إبراهيم في السادسة عشرة من عمره عندما حضر حفل عرس في مدينته بتعز. كان الكل يحتفل بنشوة وسعادة وجميع الرجال يحملون السلاح. وفجأة خرج الاحتفال عن الطوق، وبدأ التشاجر، وانطلقت رصاصة من أحد المسدسات، وأُردي شخص قتيلاً. وقال لمنظمة العفو الدولية: “حكم علي القاضي الأول بالإعدام في 2005”. “… ثم أُحيلت القضية إلى قاض آخر، أيد بدوره حكم الإعدام”. ولم يُسمح لحافظ بالطعن في الحكم.وبعد ذلك بسنتين تلقى العمري في منظمة العفو الدولية بلندن رسالة نصية على هاتفه النقال. وتقول الرسالة: “أنهم على وشك القيام بإعدامنا. حافظ”. ومن العجيب أن حافظ استطاع الحصول على هاتف في سجن تعز المركزي لإرسال هذه الرسالة العاجلة”.كان يعلم حافظ ما الذي ينتظره. فسوف يُجبر على الاستلقاء على الأرض داخل السجن ووجه مقابل الأرض، ثم يقوم الحراس بإطلاق النار على قلبه من مسدس أتوماتيكي. وبدأ الشاب العد التنازلي القاسي صوب الموت. ويقول العمري: “لقد روعتنا هذه الأخبار، وعلى الفور قمنا بإرسال مناشدة إلى الرئيس اليمني والسلطات”. “كما قمنا بتعبئة الأعضاء بإصدار تحرك عاجل من أجل حافظ”. أمر الرئيس بإرجاء الإعدام لإعطاء وقت للحصول على العفو من أسرة الضحية. ولما لم يحدث العفو، حُدد موعد الإعدام يوم 8 أغسطس/آب 2007وقامت منظمة العفو الدولية مرة أخرى بإرسال مناشدات إلى الرئيس، الذي أمر بتأجيل الإعدام لثلاثة أيام أخرى. ووافقت أسرة الضحية على تأجيل الإعدام إلى ما بعد شهر رمضان.

في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2007، وبعد أن وافقت الأسرة على العفو عنه مقابل الحصول على 25 مليون ريال يمني كدية (حوالي 125 ألف دولار أمريكي)، تم الإفراج عن حافظ.وأخبر العمري في مطلع هذا الشهر: “أنني كنت في أشد السعادة”. “لا أستطيع أن أعبر عن شعوري. فحتى الآن أشعر أنني أحلم. أشعر أنه من المستحيل أنني مازلت حياً أمشي”.