قامت منظمة وورلد فيجن بتعليق كافة عملياتها في باكستان بعد تعرض مكتبها للهجوم

قالت منظمة العفو الدولية، بعد مقتل ستة أشخاص من العاملين في منظمة غير حكومية في شمال غرب البلاد، إنه يتعين على الجماعات المتمردة في باكستان وقف إستهداف الوكالات الإنسانية التي تحاول تقديم المساعدات على فقراء البلد.وقد أسفر هجوم على مكتب وكالة الإغاثة المسيحية، “وورلد فيجن” عن مقتل ستة من موظفيها الباكستانيين في منطقة منشيرا الواقعة في إقليم الحدود الشمالية الغربية يوم الأربعاء.وقالت وكالة الإغاثة المذكورة إن أربعة رجال وامرأتين لقوا حتفهم، وجُرح ستة آخرون من موظفيها في الهجوم،  نُقلوا على إثرها إلى المستشفى. وقد علَّقت المنظمة جميع عملياتها في باكستان.وقالت منظمة “وورلد فيجن” في بيان لها إنها لم تتلق أية رسائل تهديد قبل وقوع الهجوم.ووفقاً لتقارير إعلامية، فقد شن عشرة مسلحين غارة على مكتب “ورلد فيجن” صباح أمس، حيث قاموا بتجميع الموظفين في منطقة واحدة، ثم أطلقوا النار عليهم.ولدى مغادرة المبنى، قام الرجال المغيرون بتفجيره. ولم تعلن أية جماعة مسؤوليتها عن الهجوم، ولكن السلطات تشتبه في أن حركة طالبان أو جماعات متمردة مرتبطة بها هي التي تقف وراء الهجوم. وقد شجبت منظمة العفو الدولية جميع أنواع الهجمات المستهدفة أو العشوائية على المدنيين. وقال سام ظريفي، مدير برنامج آسيا- المحيط الهادىء في منظمة العفو الدولية، “إن هذا الهجوم يعتبر انتكاسة كبرى لجهود حقوق الإنسان والجهود الإنسانية التي تُبذل حالياً في باكستان. ويتعين على كافة الجماعات المسلحة وضع حد لمثل هذه الهجمات فوراً.” وأضاف يقول: “إن الأشخاص الذين يُشتبه في أنهم ينفذون هذه الهجمات، أو يصدرون الأوامر بتنفيذها، يجب أن يُقدَّموا إلى العدالة وأن يحاكموا وفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.”إن ملايين الباكستانيين يعتمدون على المساعدات الدولية في الحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية والتعليم. وإن الهجوم الأخير على موظفي مكتب “وورلد فيجن” يعيق قدرة العاملين في مجال المساعدات الإنسانية، المحدودة أصلاً، على مساعدة الباكستانيين، ولا سيما أولئك الذين يعيشون في المناطق المتضررة من النـزاعات في المنطقة الشمالية الغربية.ومضى سام ظريفي يقول: “يتعين على الحكومة الباكستانية والمجتمع الدولي ألا يكتفيان بشجب مثل هذه الهجمات، وإنما ينبغي أن يتخذا تدابير تهدف إلى استعادة الاستقرار والأمن لجميع الذين يعيشون في البلاد.”وقد تكرر وقوع هجمات على العاملين في مجال المساعدات الإنسانية وغيرهم من أفراد المنظمات غير الحكومية في باكستان، وحصدت تلك الهجمات أرواح عشرات الأبرياء. وكثيراً ما يعمد المتمردون إلى استهداف العاملين في مجال المساعدات ويتهمونهم بـ “التجسس” أو “التعاون” مع السلطات الباكستانية.ففي أبريل/نيسان 2009، قُتل بالرصاص في منطقة منشيرا ثلاثة نساء وسائق يعملون في منظمة تعليمية غير حكومية، وهي “منظمة النهوض الدولية” (رايز إنترناشونال)، التي تعمل بتمويل من وكالة المساعدات الأمريكية (يو أس أيد). وفي فبراير/شباط 2008، قُتل ما لا يقل عن أربعة من الموظفين الباكستانيين في وكالة المساعدات البريطانية “منظمة التخطيط الدولية” (بلان إنترناشونال)، وجُرح ما لا يقل عن عشرة آخرين إثر هجوم على مكتبها في منشيرا. وقد علقت المنظمة جميع عملياتها في البلاد، بعد أن دأبت على العمل في تلك المنطقة منذ 12 عاماً.