إيران: خطاب خامنئي يضفي الشرعية على وحشية الشرطة

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن الخطاب الذي ألقاه في هذا الصباح المرشد الأعلى آية الله خامنئي يبين استعداد السلطات الإيرانية لشن حملات قمعية عنيفة إذا استمر الناس في الاحتجاج، الأمر الذي قد يسبب خسائر في الأرواح على نطاق واسع.

وقالت حسيبة حاج صحرواي، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “إننا نعرب عن قلقنا البالغ بشأن البيانات التي أصدرها آية الله خامنئي، التي تبدو وكأنها تعطي قوات الأمن الضوء الأخضر للتعامل بعنف مع المحتجين الذين يمارسون حقهم في التظاهر والتعبير عن آرائهم. وإذا ما خرجت أعداد كبيرة من الناس إلى الشوارع في اليومين القادمين، فإننا نخشى أن يتعرض هؤلاء الناس للاعتقال التعسفي والاستخدام المفرط للقوة، كما حدث في الأيام الأخيرة، ولا سيما أن السلطات رفضت منح ترخيص للمظاهرة التي كان يُعتزم تنظيمها في طهران يوم السبت الموافق 20 يونيو/حزيران.”

وفي خطاب متلفز وجَّهه إلى الأمة خلال صلاة الجمعة في طهران، دعا آية الله خامنئي إلى وضع حد لمظاهرات الشوارع ضد نتائج الانتخابات. وبدلاً من أن يحذر قوات الأمن، بما فيها مليشيا الباسيج المتطوعون، لحملها على التحلي بضبط النفس والتصرف وفقاً للقانون، قال إنه إذا استمر الناس في الخروج إلى الشوارع، فإنهم سيتحملون عواقب ذلك.

وأضافت حسيبة حاج صحرواي تقول: “إن قيام رئيس دولة بوضع وزر الأمن على كاهل المتظاهرين سلمياً، وليس على كاهل قوات الأمن، يعتبر تخلياً فاضحاً عن الواجب ورخصة لارتكاب الانتهاكات.”

إن الحق في التجمع السلمي منصوص عليه صراحةً في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية- وإيران دولة طرف فيه. ويتعين على الموظفين المكلفين بتنفيذ القانون عدم استخدام القوة إلا عند الضرورة القصوى، وإلى الحد المطلوب لتأدية واجباتهم. ويجب ألا يستخدموا الأسلحة النارية إلا إذا تعذَّر تفادي استخدامها تماماً وبهدف حماية الأرواح. كما يجب أن يمارسوا ضبط النفس ويتوخوا عدم إلحاق الضرر أو الإصابات إلا بالحد الأدنى، واحترام حياة البشر والمحافظة عليها.