منظمة العفو الدولية تبدأ زيارتها إلى كينيا بالمهمشين

بدأت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية زيارتها الرفيعة المستوى الأولى لكينيا يوم الاثنين بزيارتين لمستوطنتين عشوائيتين في نيروبي – المدينة التي يعيش فيها أكثر من مليوني إنسان في أحياء الصفيح. وأطلقت أيرين خان، يحيط بها المئات من أطفال المدارس المتحمسين في “مدرسة المجد” في حي كوروغوتشو للفقراء، أولى التحركات ضمن الحملة العالمية الجديدة لمنظمة العفو الدولية “فلنطالب بالكرامة”. وطلبت الأمينة العامة من المقيمين في المستوطنة العشوائية أن يبلغوا الحكومة الكينية ما تعنيه لهم الكرامة وحقوق السكن عبر خدمة للرسائل النصية القصيرة المجانية (إس إم إس). وأطلق الأطفال بصوت واحد، رافعين أيديهم في الهواء، صيحة: “نريد المدارس!” وروى أعضاء في المجتمع المحلي لتجمعي كوروغوتشو وكيبيرا للفقراء حكاياتهم وغنوا أغنياتهم واستخدموا الشارع لأداء مشاهد مسرحية تبين انتهاكات حقوق الإنسان التي يواجهونها يومياً كسكان لأحياء الصفيح. وقالت آيرين خان: “إن النمو الهائل لأحياء الفقراء في المناطق الحضرية قد أصبح رمزاً تذكارياً للبشر المنسيين والمهمشين – الذين أقصوا ليس فحسب عن خدمات أساسية من قبيل الصرف الصحي، وإنما أيضاً عن صنع القرار الذي يخص حياتهم اليومية”. ففي هذه المستوطنات يلعب الأطفال في جداول ماء طينية تعبر أزقتهم الضيقة، بينما تزدحم الممرات بالنفايات ومخلفات الحيوانات والبشر. إن الاكتظاظ في كيبيرا – أكبر أحياء الفقراء في أفريقيا – مشكلة هائلة لما يربو عن 800,000 شخص يعيشون ضمن مساحة لا تزيد عن 250 هكتاراً. وتحدث العديد من سكان المستوطنة العشوائية عن انعدام الأمان الذي يرافق الحياة في أحياء الصفيح. ففي كوروغوتشو، التقت الأمينة العامة ماما فرانكو، وهي أم لثلاثة أطفال فقدت مؤخراً مقتنياتها الشخصية القليلة جراء اندلاع حريق بدأ من سراج لزيت البرافين تستخدمه بسبب غياب التيار الكهربائي. وماما فرانكو واحدة من عدد يقدر بنحو 127,000 من الكينيين الفقراء المعرضين لفقدان بيوتهم بسبب برنامج تم إقراره لتنظيف النهر. ويشمل التهديد بالهدم كذلك “مدرسة المجد” – التي يؤمها 500 طالب. ولم يتوافر سوى القليل من التفاصيل بخصوص عمليات الإجلاء المقترحة قرب النهر، ما يترك السكان في خوف دائم من الإجلاء القسري. وقد تحدثت أيرين خان إلى جوسيلين كيموتو نكياكويو، وهي امرأة مصابة بمرض نقص المناعة المكتسب/الأيدز وفقدت منـزلها وهجرها زوجها في الآونة الأخيرة. حيث تواجه جوسيلين حالياً الاستثناء من مشروع حكومي لتطوير حي الصفيح نظراً لأن التسجيل في البرنامج تم من قبل زوجها وليس من قبلها. إن التحرك الأول لحملة منظمة العفو الدولية “فلنطالب بالكرامة” يسعى إلى تمكين من يعيشون تحت وطأة الفقر من أن يوصلوا أصواتهم إلى أعلى المستويات الحكومية. وسيتم تجميع الأصوات التي سجلتها الحملة في أحياء كينيا العشوائية عبر تحرك للرسائل النصية والقصيرة وعلى الموقع الإلكتروني www.demanddignity.org وتقديمها إلى الحكومة الكينية في اليوم العالمي للمستوطنات البشرية – الموئل.