تسعى حكومة الولايات المتحدة إلى استصدار أحكام بالإعدام ضد ستة من معتقلي خليج غوانتنامو من ذوي “القيمة العالية” وجَّهت إليهم التهم يوم الإثنين. وأعلنت وزارة الدفاع (البنتاغون) الإثنين أنها قد وجهت التهم إلى ستة من المعتقلين ذوي “القيمة العالية” في خليج غوانتنامو. وتسعى حكومة الولايات المتحدة إلى استصدار أحكام بالإعدام ضد الرجال الستة. وقد أدان ناطق بلسان منظمة العفو الدولية الخطوة، قائلاً إن التهم تثير المزيد من التساؤلات حول سلوك الولايات المتحدة الأمريكية في “الحرب على الإرهاب”. وتعليقاً على الأمر، قال روب فرير، باحث منظمة العفو الدولية في شؤون الولايات المتحدة الأمريكية، إنه “وقبل أن تمضي أسابيع على تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى جانب فرض حظر على تنفيذ أحكام الإعدام، تخرج علينا الولايات المتحدة الأمريكية لترفع لواء استصدار أحكام بالإعدام استناداً إلى محاكمات مزورة في غوانتنامو. ويتعين على المجتمع الدولي الوقوف في وجه الولايات المتحدة كيما تلغي اللجان العسكرية وتحيل معتقلي غوانتنامو الستة إلى محاكم مستقلة ونزيهة لا تلجأ إلى إصدار أحكام بالإعدام بحقهم”. وكان خمسة من الرجال الستة الذين وجِّه إليهم الاتهام قد احتجزوا لما يربو على ثلاث سنوات في معتقلات سرية لوكالة الاستخبارات المركزية (السي آي أيه) في أماكن مجهولة قبل ترحيلهم إلى غوانتنامو في سبتمبر/أيلول 2006. وقد أكدت السي آي أيه كذلك أن واحداً على الأقل ممن وجه إليهم الاتهام، وهو خالد شيخ محمد، قد تعرض لـ”الإيهام بالإغراق”. وقال روب فرير: “إن الإيهام بالإغراق ضرب من ضروب التعذيب، والتعذيب جريمة دولية. ولم تتم مساءلة أحد عن هذه الجرائم. كما يظل الإفلات من العقاب ضمن برنامج السي آي أيه إحدى العلامات التجارية البارزة لسلوك الولايات المتحدة الأمريكية في “الحرب على الإرهاب””. “”إن منظمة العفو الدولية، ومنذ الجريمة ضد الإنسانية التي ارتكبت في 11 سبتمبر/أيلول 2001، قد دأبت على دعوة الولايات المتحدة الأمريكية إلى طلب العدالة والأمن ضمن إطار من الاحترام لحقوق الإنسان ولحكم القانون. ويتجلى الفشل المنهجي لحكومة الولايات المتحدة في الاستجابة لذلك ليس فحسب في المعاملة التي تلقاها هؤلاء المعتقلون الستة على مدار السنوات الخمس المنصرمة أو ما يزيد، وإنما أيضاً في اللجان العسكرية التي سيمثُل هؤلاء أمامها”. أما الرجل السادس المتهم معهم فهو محمد القحطاني، الذي تعرض للتعذيب ولغيره من صنوف سوء المعاملة في غوانتنامو في أواخر 2002. وعلى الرغم من معاناته من الإذلال الجنسي والحرمان من النوم وحشر الرأس في القلنسوات والتجريد من الملابس والموسيقى الصاخبة والضجيج الأبيض والتعريض للحرارة والبرودة الشديدتين بصورة متعاقبة، فإن البنتاغون خلُص إلى أن معاملته لم ترق إلى مرتبة المعاملة اللاإنسانية. ومضى روب فرير إلى القول: “إن البنتاغون، مثله مثل الرئيس، يملك التأثير المباشر على إجراءات اللجان العسكرية. وبعبارة أخرى، فإن هذه المحاكم الخاصة ذات المستوى المتدني تفتقر إلى الاستقلالية عن الفرع التنفيذي نفسه من السلطة الذي أجاز غض النظر عن الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان التي ارتكبت ضد هؤلاء المعتقلين”.