شهادات الراهبان: الوفاة في الحجز

“لم نجرؤ على العودة إلى المعبد إلا في الصباح. لقد بدا المبنى بأكمله مخرَّباً، حيث كانت الأبواب قد فُتحت عنوة. وشاهدنا بقعاً حمراء على الأرض…بقعاً حمراء جامدة بدا أنها دماء”

وقد حصلت منظمة العفو الدولية على روايات مباشرة من رهبان  شهدوا الهجوم الوحشي الذي وقع على مدرسة لتأهيل الرهبان في ميتكينا في أقصى شمال البلاد في 23 سبتمبر/ أيلول.

كان يو ثيلافانثا شخصاً محترماً ومحبوباً للغاية في مجتمعه المحلي. وقد أمضى عدة سنوات في دراسة الرهبنة في سري لنكا. وعمل نائباً لمدير مدرسة يوزانا كيونغاتي للتدريب في ميتكينا، ومدرِّساً للغة الإنجليزية للأطفال. ويبلغ عمره نحو 35 عاماً.

 في 25 سبتمبر/ أيلول، وهو اليوم التالي لمشاركة رهبان ميتكينا في المسيرات السلمية التي دعت إلى وضع حد للقيود التي تفرضها الحكومة العسكرية، شنت الشرطة غارة على المعبد الذي كان يعيش فيه يو ثيلافانثا، حيث تعرض للضرب وقُبض عليه. وخلال وجوده في الحجز، تعرض لمزيد من الضرب، وقضى نحبه في اليوم التالي متأثراً بجراحه.

وقد مورست ضغوط على المسؤولين في المستشفى المحلي لحملهم على التصريح بأنه أُصيب بنوبة قلبية.

وكان الدير الذي عاش فيه يو ثيلافانثا يؤوي 142 راهباً في الأصل. وفي 31 أكتوبر/ تشرين الأول لم يبق فيه سوى أحد عشر راهباً.

وتحدث رهبان من مدرسة الرهبان في ميتكينا إلى منظمة العفو الدولية حول اليوم الذي دمرت فيه الشرطة بيتهم، ووصفوا أحداث 25 سبتمبر/ أيلول التي أفضت إلى وفاة يو ثيلافانثا والعتداء بالضرب على عدد آخر من الرهبان.

وقد استذكر أحد الرهبان ذلك الحدث قائلاً: “في حوالي الساعة الخامسة مساءً قطعت السلطات خطوط الهاتف. وفي الساعة العاشرة والنصف ليلاً، اقتحم أفراد الشرطة البوابة الرئيسية للمعبد وحطموها بشاحناتهم العسكرية. وعندما وصلوا إلى داخل المبنى، انهالوا علينا بالضرب بلا تمييز. لقد كان ذلك الاعتداء نوعاً من الضربة الوقائية كي لا يتمكن الرهبان من مقاومة الهجوم. أمرونا بالوقوف قبالة الحائط وضربوا الرهبان الذين رفضوا تنفيذ أوامرهم بالعصي…”