أوقفوا عقوبة الإعدام : الإلغاء العالمي الآن

تكاتف في نيويورك ثلاثة رجال نجوا من عقوبة الإعدام للقيام بحملة من أجل الإلغاء العالمي لهذه العقوبة التي لا يمكن الرجوع عنها بعد تنفيذها. وكان قد حُكم على كل واحد منهم بالإعدام على جريمة لم يرتكبها – وتجمع بينهم تجربة وحشية مر بها كل منهم وهو ينتظر تنفيذ حكم الإعدام فيه. وعاشوا معاً تحت شبح الإعدام طول 54 عاماً مجتمعين. وفي أوغندا، قضى مباغي إدوارد إدماري 20 عاماً في السجن، 18 منها ينتظر تنفيذ حكم الإعدام فيه. وسافر جواً لمدة 18 ساعة لمواصلة نضاله في مقر الأمم المتحدة بنيويورك من أجل إلغاء العقوبة. وسافر السيد مندا، البالغ من العمر الآن 81 عاماً من اليابان. وهو من المشاركين المتحمسين في الحملات وأحد أربعة أشخاص فقط في اليابان تبين أنهم أبرياء عند إعادة محاكمتهم، وبالتالي أفرج عنه من السجن الذي كان ينتظر فيه تنفيذ حكم الإعدام. وكان ري كرون من بنسلفانيا السجين المائة المحكوم بالإعدام في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يُفرج عنه بعدما تبين أنه بريء منذ إعادة العمل بعقوبة الإعدام لأول مرة في العام 1973. وفي مناقشة عامة جرت في مقر الأمم المتحدة استضافتها منظمة العفو الدولية في 16 أكتوبر/تشرين الأول، تحدث الرجال الثلاثة عن تجاربهم الشخصية المؤثرة. وأعاد كل واحد منهم إلى أذهان الحضور، بمن فيهم مندوبو الأمم المتحدة والصحفيين، كيف أن الرجال والنساء – غير المذنبين بارتكاب الجريمة المزعومة – يمكن أن يُحكم عليهم بالإعدام نتيجة محاكمات جائرة وقرارات خاطئة وخطأ بشري.

© AI اتُهم مباغي إدوارد إدماري بقتل رجل تبين فيما بعد أنه حي وبصحة جيدة. ولأن طبيباً تلقى رشوة ليشهد زوراً أنه أجرى تشريحاً لجثة، حُكم بالإعدام على السيد مباغي وشقيقه – الذي اتُهم أيضاً بالضلوع في الجريمة (وكان بريئاً أيضاً). وأشار السيد إدماري في قاعة الأمم المتحدة إلى أن “الحياة رهيبة بالنسبة للسجين الذي ينتظر حكم الإعدام فيه بأوغندا” وأضاف “فلم يُعط أي شخص قط إخطاراً بأنه سيتم تنفيذ حكم الإعدام فيه. وفي كل مرة، كنا نؤخذ على حين غرة. وقد عشنا في خوف رهيب من أي نشاط غير عادي من جانب حراس السجن”. ومن خلال إصرار عائلته وتصميمها على تبرئته، مُنح السيد إدماري حريته في النهاية من جانب لجنة رئاسية مؤلفة من تسعة أشخاص في العام 2000، بعد سنوات من الشعور بالخوف كل يوم من احتمال إعدامه. © AI اتُهم ساكي مندا بقتل شخصين. وأعطى وصفاً غير عادي لكيفية الإفراج عنه في نهاية المطاف من خلال إصراره على إعادة محاكمته. وبعد ست محاكمات جديدة و34 سنة وستة أشهر في السجن، بُرئت ساحة السيد مندا من التهم وأُطلق سراحه في يوليو/تموز 1983. وقال السيد مندا إنه “خلال استجوابي، انقسم المحققون إلى ثلاث فرق، وكانوا يتناوبون على استجوابي”، وأضاف أنه “من خلال الإكراه والابتزاز والأسئلة الإيحائية والقوة الغاشمة، عقدوا العزم على انتـزاع اعتراف مني.” “وفي 23 مارس/آذار 1950، أصدر القاضي قرار المحكمة الذي قضى بإعدامي، بينما علَت وجهه شبه ابتسامة. وخلال وجودي في السجن، فكرت ملياً بعقوبة الإعدام” على حد قول السيد مندا الذي مضى قائلاً إنه “خلال هذه الفترة ودَّعت العديد من النـزلاء المحكومين بالإعدام الذي مضوا إلى نهايتهم المحتومة. لقد ودّعت 56 نزيلاً … وأولئك هم فقط الذين أتذكرهم.” © AI

أعطى ري كرون وصفاً حياً لكونه رجلاً بريئاً كانت نادلة في إحدى حانات أريزونا مغرمة به. وقد قُتلت النادلة وأصبح هو المتهم الرئيسي في قضية القتل، حيث أدين بارتكابها ثم حُكم عليه بالإعدام في نهاية الأمر – كل ذلك بسبب جريمة لم يقترفها. وفي النهاية وبعد محاكمتين، ثم فحص دي إن إيه أكد براءته، أُفرج عن ري كرون من السجن. وقال ري إن “ما حدث لي يمكن أن يحدث لأي كان”، وأضاف “لا يكفي أن تعرف أنك بريء كما كان حالي. إذ إنه بلمح البصر حُكم علي بالإعدام على جريمة لم ارتكبها”.

وتحدث الرجال الثلاثة بهدوء وحزم وصلابة، وناشدوا المندوبين الذين شاركوا في المناسبة التي شهدت حضوراً جيداً بمساندة الدعوة إلى إصدار قرار في الأمم المتحدة. وأعاد إدوارد إدماري تأكيد رأيه حول عقوبة الإعدام بعد المناسبة قائلاً إن: “عقوبة الإعدام ليست عقاباً. فالعقاب يهدف إلى الإصلاح. وإذا قتلت شخصاً تحرمه من فرصة الإصلاح”. لقد آن الأوان لكي تبادر الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى وضع حد لهذا الشكل من أشكال العقاب عبر اتخاذ الخطوة الأولى بالدعوة إلى وقف عالمي لتنفيذ عمليات الإعدام في نوفمبر/تشرين الثاني 2007.