منازل القرويين الفلسطينيين تحت التهديد

يهدد الجيش الإسرائيلي بهدم منازل القرويين الفلسطينيين في منطقة وادي الأردن بالضفة الغربية. ويواجه أهالي القرى ضغوطاً متزايدة، مع القيود التي يفرضها الجيش على حرية تنقلهم وعلى إمكانية حصولهم على الماء.
ففي حمصة وحديدية، وهما خربتان في شمال شرق الضفة الغربية، يكثِّف الجيش جهوده لإرغام أكثر من 100 من الأهالي، معظمهم من الأطفال، على مغادرة المنطقة.

وكان أهالي حديدية قد أُرغموا على الانتقال منها إلى قرية حمصة، التي تبعد نحو كيلومتر واحد، في أبريل/نيسان الماضي، بعد أن هددهم الجيش الإسرائيلي بتدمير منازلهم وحظائر ماشيتهم. وها هم الآن مهددون مرة أخرى بهدم منازلهم وتهجيرهم.

ففي 29 مايو/أيار 2007 أصدر الجيش الإسرائيلي أمراً للأهالي بمغادرة المنطقة، بحيث “يسري مفعوله فوراً”. ومنذ ذلك الوقت وهم يعيشون في ظل الخوف من احتمال قدوم جرافات الجيش في أي وقت وتدمير خيامهم وسقائفهم وحظائر ماشيتهم.

وفي الوقت نفسه ظل الأهالي يتعرضون للمضايقة على أيدي القوات الإسرائيلية، وتزداد القيود على تنقلاتهم بسبب نقاط التفتيش والحواجز العسكرية التي تمنعهم من استخدام الطرق الرئيسية في المنطقة، كما أنهم يُحرمون من الحصول على المياه.

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي معظم منطقة وادي الأردن “منطقة عسكرية مغلقة” يُحظر على السكان الفلسطينيين المحليين الوصول إليها، في الوقت الذي يستمر توسيع المستوطنات الإسرائيلية- التي تشكل إقامتها انتهاكاً للقانون الدولي- ويُسمح للمستوطنين الإسرائيليين بالتنقل بحرية وباستخدام كميات ضخمة من المياه.

وفي المستوطنات الإسرائيلية التي لا تبعد سوى مئات الأمتار عن قريتي حمصة وحديدية تجد الحدائق وبرك السباحة، بينما لم يعد بإمكان أهالي القرى الفلسطينيين فلاحة أراضيهم، لأنهم لا يستطعيون الحصول على المياه اللازمة لري محاصيلهم.

وفي زيارة إلى المنطقة قام بها أحد الباحثين في منظمة العفو الدولية في يوليو/تموز 2007، شهد الباحث بأم عينه الظروف الصعبة للغاية التي يعيش فيها القرويون الفلسطينيون، حيث يُرغمون على العيش بلا ماء في الأنابيب وبلا كهرباء. إن هذه الظروف تمثل تناقضاً فاضحاً مع مشهد رشاشات المياه التي تروي الحقول تحت شمس الظهيرة بتبذير واضح.