ابتهاج في غزة بسبب الإفراج عن ألن جونستون

بقلم دوناتيلة روفيرة باحثة في الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية من الأراضي المحتلة

قوبل الإفراج في ساعة مبكرة من هذا الصباح عن الصحفي ألن جونستون الذي يعمل في الـ بي بي سي بابتهاج وارتياح شديدين هنا في غزة. وقد ظل محتجزاً كرهينة ما يقرب من أربعة أشهر لدى جماعة تُطلق على نفسها اسم “جيش الإسلام”.

وكانت منظمة العفو الدولية مع عدد كبير من الآخرين هنا وحول العالم قد وجهت دعوات متكررة للإفراج عنه. وقبل اختطافه في 12 مارس/آذار، بوصفه الصحفي الدولي الوحيد الموجود هنا، كانت تقاريره مهمة جداً لإطلاع العالم الأوسع على ما يجري في غزة والأوضاع الصعبة التي يواجهها 1,5 مليون فلسطيني يعيشون في هذا الشريط الصغير من الأرض.

وقبل اختطاف ألن جونستون، تم خطف أجانب آخرين وكذلك فلسطينيين على يد الجماعة المسلحة ذاتها، لكن في جميع الحالات، أُفرج عنهم بسلام خلال بضع ساعات أو أيام. لذا كان من المقلق للغاية أن يخرج اختطاف ألن عن هذا النمط وأن يُسرِّب خاطفيه أشرطة فيديو يهددون فيها بقتله.

وكانت قضيته نذيراً بنشوء نمط متصاعد من الانفلات القانوني الذي خلقته الجماعات المسلحة المتناحرة، وغذاه الخلاف المتنامي بين الحزبين السياسيين الفلسطينيين الرئيسيين فتح وحماس وميليشياتهما المسلحة، والذي تحول في النهاية إلى قتال شوارع عنيف انفجر قبل ثلاثة أسابيع.

لقد وصلتُ إلى غزة الأحد الماضي بعد أن أمضيت الجزء الأكبر من الأسبوع في الضفة الغربية حيث أجريت مقابلات مع الأشخاص الذين تأثروا بالعنف الأخير. وكانت انطباعاتي الأولى أن الوضع هنا بات أكثر هدوءاً بمراحل لأن أحد الأطراف وهو حماس يبدو أنه يبسط سيطرته الكاملة ويسعى إلى إعادة توطيد النظام.

لكن الوضع بالنسبة للفلسطينيين العاديين يظل صعباً جداً بسبب عمليات الحصار والإغلاق التي تفرضها السلطات الإسرائيلية التي تواصل السيطرة على جميع تنقلات الأشخاص والسلع إلى قطاع غزة. وحالياً هناك حوالي 5000 فلسطيني تقطعت بهم السبل على الجانب المصري من الحدود ينتظرون السماح لهم بالعودة إلى منازلهم وعائلاتهم هنا.

ويُشبِّه العديد من الناس في غزة وضعهم بشكل من أشكال السجن في منطقة تعاني من مستويات مرتفعة جداً من الفقر والبطالة. لكن في خضم كل هذه المشاكل، فإن الإفراج عن ألن جونستون سالماً ومعافاً بعد محنة مرعبة يشكل خبراً ساراً للغاية ومصدر تشجيع للعديد من الناس هنا.