يناضل الناشطون السعوديون من أجل حقوق الإنسان للأسباب التالية

يناضل المدافعون عن حقوق الإنسان السعوديون من أجل حقوق الجميع في المملكة العربية السعودية بصرف النظر عمن يكونوا.

تسلط حملة #لهذا_ندافع_عن_الحقوق الضوء على الأسباب الكامنة وراء أهمية المدافعين عن حقوق الإنسان للمجتمع السعودي. فلدى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، رؤية لبلاده. حيث يريد “بلاداً مزدهرة يستطيع جميع المواطنين فيها أن يحققوا أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم”، طبقاً لما ورد في رؤية 2030.

لناشطي حقوق الإنسان والأكاديميين والصحفيين، والمواطنين والمقيمين من المعنيين دور أساسي يقومون به كي تحقق السعودية هذه الرؤية. فهم ليسوا العدو؛ وإنما قوى محركة لإصلاحات إيجابية. واحتجاجاتهم وكتاباتهم ودعاواهم إلى الإصلاحات الاجتماعية والسياسية موجهة لضمان توفير حماية أعظم لحقوق جميع الناس في المملكة العربية السعودية. وبسبب حبهم لبلدهم، يقدِمون على كشف الانتهاكات، وعلى المطالبة بجبر ما يقع من ضرر. ويعملون بشأن قضايا من قبيل القيود المفروضة على حرية التعبير، والمحاكمات الجائرة، والتمييز بين الرجل والمرأة، وغياب المساواة بينهما، ويعلمون أن النضال ضد هذا الظلم يمكن أن يجعلهم يواجهون مشاكل مع الحكومة. فمخاطر السجن لفترات طويلة والمنع من السفر- وحتى العقوبة البدنية أو حكم الإعدام – تُخيم فوق رؤوسهم.

وبالرغم من ذلك كله، واصل هؤلاء نضالهم من أجل التغيير. حيث يرزح العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان حالياً خلف قضبان السجون بسبب نشاطهم، بينما تواصل منظمة العفو حملاتها من أجل الإفراج عنهم. ومن المهم أن نتذكر ما يسعى هؤلاء الناشطون إلى تحقيقه: فهم يرغبون صادقين في خلق مستقبل أفضل للجميع في السعودية.

بادروا بالانضمام إلى هذه الحملة!

شاركوا هذا الفيديو

***

وفيما يلي قصص ثلاثة من المدافعين عن حقوق الإنسان ناضلوا من أجل حقوق الجميع: فمحمد القحطاني ناضل من أجل حق جميع السعوديين في الحصول على محاكمة عادلة؛ ووليد أبو الخير ناضل من أجل الحق في حرية التعبير؛ وأما لجين الهذلول فقد ناضلت من أجل حق المرأة في قيادة السيارة، ووضع حد لنظام ولاية الرجل القمعي.

رؤية محمد القحطاني

 “نحاول دفع فرص التمتع بالحقوق إلى أقصاه كيما يعيش أبناؤنا في عالم تحظى فيه حقوقهم الأساسية بالاحترام”.

فالقحطاني يريد إجراء إصلاح في بلاده، ويريد لحقوق الإنسان أن تحظى بالاحترام. يريد مساعدة السلطات على القيام بتحسينات في نظام العدالة وغيره من النظم. وقد أسس مع آخرين منظمة “جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية” (حسم). وتُلزم الوثيقة التأسيسية للجمعية أعضاءها بالترويج لمفهوم إسلامي متميز لحقوق الإنسان، بالاستناد إلى قيم من قبيل العدالة والحرية والتنوع الثقافي والسياسي والتسامح.

كما دعت جمعية “حسم” إلى توفير الحماية لحقوق الإنسان، وتعزيزها بالوسائل السلمية، بما في ذلك عبر البحث والتوثيق لانتهاكات حقوق الإنسان، وتقديم الدعم القانوني للمعتقلين وعائلاتهم. ويكافح أعضاء جمعية الحقوق المدنية ضد ممارسة السلطات الاعتقال التعسفي، وانتقدوا على نحو خاص “وزارة الداخلية السعودية”، فوصفوها بأنها “دولة داخل الدولة”، بسبب ما تستحوذ عليه من سلطات مفرطة. السجن 10 سنوات

شكّلت “جمعية “حسم” في السعودية” تحديّا عميق الأثر لسجل السلطات في مجال حقوق الإنسان؛ وبسبب تجرؤها على القيام بذلك، عرّض أعضاؤها أنفسهم للمخاطر. ففي 2013، حكم على القحطاني بالسجن 10 سنوات بتهم من قبيل “تأسيس منظمة دون إذن” و”التحريض على التمرد من خلال المظاهرات”. كما يقضي أيضاً 10 آخرون من الأعضاء المؤسسين للجمعية أحكاماً بالسجن لمدد طويلة صدرت بحقهم.

رؤية وليد أبو الخير

“أهدافي هي تحقيق العدالة والحقوق وحرية التعبير، والتمكن من أن أرفع صوتي وأقول إن النظام جائر”.

يناضل وليد أبو الخير أيضاً من أجل العدالة في المملكة العربية السعودية.  وقد قبل بحقيقة أن هذا يمكن أن يسبب له المتاعب. وكمحام، دافع أبو الخير عن ضحايا عديدين لانتهاكات حقوق الإنسان، وكذلك عن مدافعين عن حقوق الإنسان. وبين موكّليه السابقين رائف بدوي، المدون السعودي المعروف الذي حكم عليه، في يوليو/تموز 2013، بالسجن سبع سنوات وبالجلد 600 جلدة.

وقد حث أبو الخير الناس كذلك على مناقشة مستقبل أفضل للمملكة العربية السعودية وعلى التفكير في ذلك. ودعا الأشخاص إلى بيته في لقاءات أسبوعية لمناقشة حقوق الإنسان، وسواها من الموضوعات.

السجن 15 عاماً دفع وليد أبو الخير ثمناً باهظاً بسبب مساعيه لتحقيق رؤيته: ففي 2014، حكم عليه بالسجن 15 عاماً. وتقول زوجته السابقة، سمر بدوي، التي ناضلت من أجل حقوق المرأة، وأودعت السجن أيضًا منذ أغسطس/آب في العام الماضي، ما يلي: “[…] هذا هو الثمن لمجتمع حر وعادل. وعلى أحدهم أن يدفع هذا الثمن”.

رؤية لجين الهذلول

“أريد أن أرى المملكة العربية السعودية تحترم الفوارق بين الأشخاص وحقوق الإنسان، وتنفتح فعلياً على المزيد من الفرص”.

تريد لجين الهذلول أن ترى المرأة في المملكة العربية السعودية تتمتع بالحقوق نفسها التي يتمتع بها الرجل. وظلت هذه المسألة من همومها التي تعيش معها؛ رغم أنها كانت تدرس في كندا، قبل أن تعود إلى السعودية في 2013 لتشارك في إحدى الحملات. وعبرت هذه الحملة، التي أصبحت اليوم ذات شهرة واسعة، عن الاحتجاج على الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة في البلاد. حيث عاد والد الهذلول معها من المطار، بعد أن سلمها مفاتيح سيارته، وصوّرها وهي تقود السيارة إلى منزل العائلة. وقامت بنشر شريط الفيديو على شبكة الإنترنت، وسرعان ما أصبحت العنوان لحملة #womentodrive. وفي سبتمبر/أيلول 2017، أصدر الملك مرسوماً يسمح للنساء بحكم القانون بقيادة السيارة، اعتباراً من يونيو/حزيران 2018. ويشكّل هذا المرسوم شهادة على فعالية أنشطة لجين والناشطات الأخريات من أجل حقوق المرأة، اللاتي ناضلن لعقود من أجل هذا الحق.

بيد أن طموحات الهذلول تهدف إلى تحقيق أكثر من ذلك. ففي مدونات نشرتها، أبلغت النساء بحقوقهن ودعتهن إلى أن يناضلن من أجل هذه الحقوق. فهي داعية متحمسة إلى وضع حد لنظام ولاية الرجل على المرأة، الذي يشكل عائقاً كبيراً أمام إعمال حقوق المرأة في البلاد.

اعتقال لجين

قبض على لجين الهذلول في مايو/أيار 2018، بسبب أنشطتها من أجل حقوق المرأة. ووجهت إليها تهمة العمل على زعزعة استقرار السعودية، وما زالت محتجزة دون تهمة حتى يومنا هذا. وتعرضت لجين الهذلول، أثناء جلسات استجوابها، حسبما زعم، للتحرش الجنسي وللتعذيب ولغيره من ضروب المعاملة السيئة.

بادروا بالانضمام إلى هذه الحملة!