الكارثة الإنسانية التي تتكشف في الغوطة الشرقية

تصعيد الهجمات

آخر تحديث: 28 فبراير/شباط 2018 // بالصوت: ماذا يحدث في الغوطة الشرقية

لقد قامت الحكومة السورية وحليفتها روسيا بتصعيد حملة القصف في الغوطة الشرقية، وهي منطقة تقع في ريف دمشق، ويقطنها نحو 400,000 مدني. وأسفرت الهجمات عن مقتل عشرات الأشخاص وجرح مئات آخرين في الشهر الماضي. ويأتي ذلك بعد ست سنوات من الحصار القاسي، حيث علِق السوريون في أتون وابل من الهجمات التي ترمي إلى قتلهم وجرحهم بشكل متعمد. إن قصف الغوطة الشرقية المتواصل يشكل جريمة حرب سافرة.

في 24 فبراير/شباط، صوَّت مجلس الأمن على قرار تأخَّر كثيراً، دعا فيه إلى إدخال مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية وإلى وقف إطلاق نار جزئي. وفي حين أن هذا القرار يمثل تطوراً مرحباً به، فإن المدنيين الذين يتضوَّرون جوعاً بانتظار وصول المساعدات التي تنقذ حياتهم وتوفير الحماية لهم من القصف المتعمد، يجب ألا ينتظروا قراراً لمجلس الأمن أو وقفاً لإطلاق النار.

في 25 فبراير/شباط، وردت أنباء بشأن وقوع هجوم كيميائي في الغوطة الشرقية.

إن الأوضاع في الغوطة الشرقية أسوأ من أن تعبِّر عنها الكلمات […] إنها تمثل وصمة عار في جبين الإنسانية.

طبيب أطفال، 6 فبراير/شباط 2018.

الحصار

في فبراير/شباط 2017، سيطرت قوات الحكومة السورية على منطقتي القابون وبرزة المحاذيتيْن لحرستا في الغوطة الشرقية، وأغلقت جميع أنفاق التهريب التي كفِلت تدفق الحد الأدنى من الطعام والماء والمواد الطبية على مدى سنوات. وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول 2017، أحكمت القوات الحكومية السورية الحصار بإغلاق منطقة الدخول الأخيرة المتبقية إلى دوما، وهي نقطة تفتيش “الوافدين”، حيث عرقلت إمكانية الحصول على المساعدات الطبية والإنسانية ومنعت تنقُّل المدنيين. ومنذ ذلك الوقت لم يُسمح إلا لثلاث قوافل مساعدات بالدخول، ولكن بعد تقليص حمولة تلك القوافل بشكل كبير لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وإزالة كافة المواد الطبية من قبل الحكومة. ومنذ شهر أكتوبر/تشرين الأول، تدهورت الأوضاع في الغوطة الشرقية إلى حد كبير مع الارتفاع الحاد في أسعار الأدوية والمواد الغذائية الأساسية كالحليب والخبز.

لم تعدْ قوات الحكومة السورية تشنُّ هجمات وفقاً لنمط معين، من شأنه أن يسمح للمدنيين بتجنُّب المناطق الخطرة […] وأصبحت جميع المناطق مستهدفة في أي وقت من أوقات اليوم.

محمود، من سكان مسرابا في الغوطة الشرقية.

بالأرقام

400,000
شخص تحت الحصار
3
قوافل مساعدات سُمح لها بالدخول منذ أكتوبر/تشرين الأول 2017
600+
مدنياً قُتلوا في عام 2018
22
مستشفى تعرضت للهجوم

أزمة إنسانية

ليس بمقدور الأطباء والعاملين الطبيين توفير الرعاية الطبية الكافية للجرحى والمرضى بسبب عدم توفر المعدات الجراحية والتجهيزات الطبية والأدوية الكافية، ولا سيما لمعالجة الأمراض المزمنة كالسرطان وأمراض القلب والسكري. ونتيجةً لذلك يستخدم الأطباء أدوية منتهية الصلاحية من المشافي المدمَّرة. كما ارتفعت معدلات حالات سوء التغذية الحاد، وخاصة بين الأطفال، وتفاقمت تلك الحالات بسبب عدم إمكانية الحصول على المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية وغيرها من ضرورات الحياة.

شاهِدْ: شهادات من داخل الحصار:

والدة الطفلة راما حلوة، البالغة من العمر أربع سنوات، التي أُصيبت ابنتها بسرطان الأنف والحنجرة.

الحاج بهجت داي، البالغ من العمر 76 عاماً، بحاجة ماسة إلى رعاية طبية.

أوقفوا قصف سكان الغوطة الشرقية بسوريا

تقوم الحكومة السورية، بدعم من روسيا، بقصف شعبها في الغوطة الشرقية. وقد قُتل عشرات الأشخاص وجُرح مئات آخرون في الشهر الماضي.

وهذا ليس جديداً على الناس في الغوطة الشرقية: إذ أن الذين علِقوا في حصار قاس منذ نحو ست سنوات يتعرضون اليوم للهجوم والقتل والإصابة بجروح على أيدي حكومتهم يومياً. ويقضي الأطفال والمسنُّون نحبهم نتيجة لسوء التغذية وعدم توفر الأدوية.

طالبوا الحكومتين السورية والروسية بوضع حد للهجمات ورفع الحصار عن الغوطة الشرقية فوراً.

ينبغي وقف الهجمات. ينبغي السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى الغوطة الشرقية.

لقد نجحنا في ممارسة الضغط وإثارة الرأي العام من أجل حلب في سائر أرجاء العالم- ويمكننا أن ننجح كذلك في مساعدة سكان الغوطة الشرقية الذين يتعرضون للهجمات.

استراتيجية متعمَّدة للنزوح القسري