بودو، نيجيريا: “كنت سعيداً جداً لأن شركة شل قد وافقت على دفع تعويض”

بقلم باستور كريستيان ليكويا كباندي، بودو، نيجيريا، مارس/آذار 2015

أجبرت شركة النفط “شل” مؤخراً على دفع 55 مليون جنيه استرليني كتعويض لأهالي بودو، بنيجيريا، بعد أن دمرت حياتهم جراء عمليتي تسرب نفطي هائلتين في 2008. وأحد هؤلاء راعي الأبرشية المسيحية لكويا كابندي، البالغ من العمر 53 سنة، والذي “ولد وترعرع” كمزارع أسماك في بودو، وتتبعه رعية من نحو 300 شخص. ويروي لنا كيف كانت هذه الدعوى القضائية معلماً في تغيير حياة الناس.

كيف كان شعورك عندما تم الاتفاق على تسوية مع شركة “شل”؟

شعرت بفرح لا يوصف. كنت سعيداً جداً لأن “شل” وافقت على الدفع، لأن هذا لم يحدث أبداً طيلة أكثر من 50 عاماً، منذ جاءت شركات النفط إلى دلتا النيجر. وهذا حدث يسجله التاريخ. كان هناك ابتهاج كبير بين الجميع، كباراً وصغاراً.

ما هو الفارق الذي سوف يصنعه هذا التعويض؟

في كل مكان في بودو، بدأ الناس بالفعل بإعادة البناء. وانا سأقوم ببناء برك سمك جديدة سوف تنتج 10,000 سمكة سلور في السنة. عقب تسرب النفط لم نكن نتمكن من تحمل الرسوم المدرسية، ولكن الآن عادت بناتي إلى المدرسة. عانى الأطفال بشكل خاص، ولكن الآن لدى الكثير منا رصيد في البنك لمستقبلهم.

كنت سعيداً جداً لأن “شل” وافقت على الدفع، لأن هذا لم يحدث أبداً طيلة أكثر من 50 عاماً، منذ جاءت شركات النفط إلى دلتا النيجر. وهذا حدث يسجله التاريخ

باستور كريستيان ليكويا كباندي، بودو، نيجيريا

لم تقم “شل” بعد بتنظيف التلوث النفطي. كيف يمكن أن يؤثر هذا على الناس؟

صحة الناس سيئة، ومع ذلك لا يوجد مستشفى مناسب هنا. المياه والفاكهة وجميع الأشجار ملوثة. برك السمك القديمة التي كنت أملكها على ضفة النهر، لذلك لا أستطيع العودة إليها حتى يتم تنظيفها. قطعت “شل” وعوداً بهذا الخصوص، لكننا لن نعرف إذا ما كانوا جادين إلا عندما تعين مقاولاً مناسباً للقيام بعمليات التنظيف.

ما الفارق الذي أحدثه الدعم الدولي من منظمة العفو وغيرها؟

أحب ما حدث. أشعر بصدق أن بودو الآن هي مجتمع عالمي. يمكننا أن نوجه نداءتنا إلى الناس في أوروبا، بينما في السابق لم يكن يسمعنا أحد. كما نشكر “مركز البيئة وحقوق الإنسان والتنمية” (منظمة غير حكومية محلية)، الذي قاد كل شيء.

هل ستساعد قضية مجتمع بودو على وقف عمليات تسرب النفط؟

يمكن للمجتمعات المحلية الأخرى الآن أن تنهض أيضاً، ويمكن أن نتبادل ما تعلمنا معهم. منظمة العفو الدولية و”مركز البيئة وحقوق الإنسان والتنمية” قاما بتدريبي لمراقبة تسرب النفط، حتى أتمكن من مساعدة الآخرين. ولكن يتعين على الشركات أيضاً تغيير خطوط الأنابيب التابعة لها – أحد تلك الأنابيب الذي تسببت في تسرب بودو مضى عليه سنوات عديدة. ويمكن أن يكون هناك العديد من المعارك القانونية المقبلة.

ما هي آمالك لمستقبل بودو؟

أعتقد أن مستقبلنا يمكن أن يكون مشرقاً، ولكن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً. قال خبراء إن الأمر سيستغرق 20- 30 سنة لاستعادة التوازن البيئي هنا. ولكنني أعتقد أن بودو يمكن أن تكون دعامة لمجتمعات دلتا النيجر الأخرى. بالنسبة لهم، يبدو الأمر [تعويضهم] وكأنه حلم، ولكنه حقيقة واقعة.

ورد هذه المقابلة أيضاً في عدد إبريل/نيسان 2015 من مجلة النافذة العالمية لمنظمة العفو الدولية، تحت عنوان “رصد في البنك”.

إقرأ المزيد:

تقرير عن تعويضات شركة النفط “شل” لأهالي بودو، بنيجيريا لجو ويستباي مسؤول الحملات بمنظمة العفو الدولية من رحلته الأخيرة إلى بودو، نيجيريا.