تعلّموا الدرس

لا يحصل أطفال الروما في جمهورية التشيك على التعليم الذي هو من حقهم.

فهم يتعرضون للتنمّر عليهم لأنهم مختلفون، ويعزلون عن الأطفال الآخرين، وحتى يوضعون في مدارس لتلاميذ من ذوي “الإعاقات العقلية المعتدلة”. كما يوضعون في فصول دراسية ومدارس منفصلة. ويعاملهم المعلمون والتلاميذ الآخرون معاملة سيئة لا لشيء إلا لأنهم من الروما.

إن هذا التمييز لا مكان له في أوروبا القرن الحادي والعشرين. فهو يحد من آفاق العمل لأطفال الروما ويعني أن لا يكونوا قادرين على تحقيق قدراتهم. وفي نهاية المطاف، لن يكون بإمكانهم بناء مستقبل أفضل- لأنفسهم ولعائلاتهم ولمجتمعاتهم، وبالتالي للمجتمع التشيكي.

بادر بالتحرك اليوم- اطلب من رئيس الوزراء التشيكي وضع حد للتمييز ضد أطفال الروما في المدارس.

كانوا يدعون شقيقتي ‘الفم الأسود’. أخبروها أنها لا تعرف شيئاً، وأن منظرها مقرف.

كاريل، 15 سنة

معلومات إحصائية

1.4-2.8%
من سكان جمهورية التشيك هم من الروما
%32
من الأطفال الذين يدرسون برامج تعليمية للتلاميذ ذوي الإعاقات العقلية المعتدلة هم من الروما
%30
من الروما ممن هم في سن 20- 24 سنة حصلوا على التعليم الثانوي العام أو المهني، بالمقارنة مع 82% من غير الروما

بالنسبة للعديد من أطفال الروما، التشيكية ليست هي لغتهم الأولى، ولذا فهم يعانون في المدارس العامة، ولا يقدَّم لهم الدعم الذي يحتاجون ليلحقوا بالطلاب الآخرين وتسير أمورهم.

 زد على ذلك، يخضع العديد منهم لاختبارات نفسية لا لزوم لها ويرسلون إلى “مدارس عملية” مصممة للتلاميذ ذوي الإعاقات العقلية المعتدلة.

وترفض بعض المدراس “الجيدة” قبول أطفال الروما، لأنها لا تريد أن تظهر بمظهر “مدارس الروما”. أضف إلى ذلك، كثيراً ما يخرِج الآباء والأمهات من غير الروما أطفالهم من المدراس التي تقبل أطفال الروما. وهذا يعني أن الخيارات أمام أطفال الروما محدودة بالمدارس التي تضم أغلبية من التلاميذ الروما، وحيث يمكن أن يكون مستوى التعليم أدنى من المستوى العام. 

يجعلون منا حمقى. المدرسة سهلة حقاً. يعلموننا بوتيرة أبطأ لأنها مدرسة ‘عملية’

أندريه، 15 سنة

التنمر والإساءة والفصل

ذا تمكن أطفال الروما من التسجيل في مدرسة مختلطة، كثيراً ما يتعرضون للتنمّر عليهم وللإساءة، لا لشيء إلا لكونهم مختلفين. ويوجه المعلمون اللوم إلى الأطفال وآبائهم وأمهاتهم، فيقولون إنهم لا يعرفون قيمة التعليم وأن أطفالهم”غير قابلين للتعليم”. ولتجنب هذه المعاملة، كثيراً ما يختار أطفال الروما وأهاليهم مدارس “للروما فقط” عوضاً عن ذلك.

وفي هذه المدارس، نادراً ما يواصل الأطفال تعليمهم للمرحلة الثانوية. وتعاني المدارس كي تحصل على التمويل، بينما يظل مستوى جودة التعليم يعاني. وفضلاً عن ذلك، فإن مدارس الفصل العرقي لا تسهم إلا في تعزيز الحواجز بين مجتمعات الروما وباقي المجتمع. فتصبح هذه المجتمعات أكثر عزلة وتعرضاً للتمييز والإساءة.

أردت ضمان أن بإمكان أطفالي الذهاب إلى المدرسة. أردت تسجيلهم في مدرسة عامة قريبة، ولكن طلبي رفض.

إلينا، أم لأطفال من الروما

وحتى الآن، لم تفعل الحكومة التشيكية شيئاً يذكر لإزالة التمييز الذي يواجهه أطفال الروما بسبب أصلهم الإثني فحسب. وعليها أن تفعل المزيد- عليها أولاً أن تعترف بحجم المشكلة، ومن ثم ينبغي أن تعلن التزامها أمام الملأ بأنها سوف تنهي المشكلة. وعليها أيضاً أن تضع خطة مفصَّلة كي تبيِّن السبل التي ستنتهجها من أجل ذلك. 

منظمة العفو©