أحد شهود العيان على واقعة جلد الناشط السعودي رائف بدوي اليوم، والذي حُكم عليه بالسجن 10 سنوات و1000 جًلدة بتهمة تأسيس موقع إلكتروني للنقاشات العامة. ونمتنع عن ذكر اسم الشاهد لأسباب أمنية.
عندما شاهد المصلون عربة الشرطة أمام المسجد، أدركوا أنه سوف يتم جلد شخص ما اليوم.
فتجمعوا على شكل حلقة وانضم المارة إليهم ولكن لم يعرف أحد لماذا تُنفذ العقوبة بهذا الشخص، وتساءلوا قائلين: أهو قاتل؟ أم مجرم؟ أم تُراه لا يصلي؟
جُلب رائف بدوي إلى ساحة أمام مسجد الجفالي بجدة بعد صلاة الجمعة في ظل تواجد أمني كبير – ليس لمرافقة رائف وحسب ولكن للتواجد في الشوارع والمناطق المحيطة بالمسجد. كما أُغلقت بعض الطرق القريبة أيضا.
رافق عناصر الشرطة رائف بدوي من الحافلة ووضعوه داخل الحلقة تحت حراسة ثمانية أو تسعة من العساكر. وكان رائف مقيد اليدين والقدمين ولكن لم يكن وجهه مغطىً – وكان بوسع الجميع أن يروا وجهه.
ووقف رائف وسط الدائرة وهو لا زال مقيد اليدين والرجلين وكان يرتدي ما ظهر أنه سروال طويل وقميص.
واقترب أحد العساكر من خلفه حاملا عصاه الكبيرة وبدأ يضربه بها.
ورفع رائف رأسه نحو السماء وأغمض عينيه وتقوس ظهره. لقد كان صامتا ولكن يمكنك أن ترى من تعابير وجهه وجسده أنه كان يعاني ألما حقيقيا.
وضرب الضابط رائف على ظهره وساقية وقام بعد الجلدات إلى أن وصل العدد إلى 50 جلدة.
واستغرق تنفيذ العقوبة حوالي خمس دقائق وكان الأمر سريعا جدا لم يتخلله أي توقف أو استراحة.
وعندما انتهى الأمر، صرخ الواقفون في الحشد قائلين: “الله أكبر، ألله أكبر” – وكأن رائف اطّهر الآن.
ثم اقتيد رائف بعيدا إلى الحافلة في طريقه إلى السجن ثانية. ولم يستغرق المشهد بكامل تفاصيله أكثر من نصف ساعة فقط.