يُعَد التظاهر السلمي وسيلة حيوية وعلنية لممارسة حقوقنا الإنسانية؛ فلطالما مكَّنت التظاهرات الأفراد والجماعات، على مر العصور، من إبداء مُعارَضتهم والتعبير عن آرائهم وأفكارهم، وفضح الظُلم والانتهاكات، ومُطالبة أصحاب السلطة بالمساءلة. وبفضل الحشد الجماعي والجهود الإبداعية والمواجهة، يُشكِّل الأفراد الذين يُنظمون التظاهرات مصدر إزعاج لذوي النفوذ. وبالنظر إلى أن التظاهر يساعد في زعزعة ديناميكيات وهياكل السلطة التي تتسم بالجمود ولا تخضع للمساءلة، كان ولا يزال أداةً لتعزيز حقوق الإنسان. وفي ظل عالمٍ تشتد فيه وطأة عدم المساواة ويستمر فيه التمييز المجحف والنزاعات المسلحة والاستبداد وأزمات إدارة الحوكمة، علاوة على تصاعد التهديدات العالمية التي تُداهِم سُبُل المعيشة وكوكب الأرض، يُمارَس التظاهر على نطاق واسع ونحو متصاعد.