جنوب أفريقيا: فلتتخذ خطوات عاجلة لمكافحة الإفلات من العقاب على العنف ضد الأجانب

لاجئون من العنف ضد الأجانب يستعدون لمغادرة مطار راند بالقرب من جيرميستون، شرق جوهانسبرج، جنوب أفريقيا

EPA/JON HRUSA ©

قالت فرع منظمة العفو الدولية في جنوب افريقيا اليوم إنه لا بد لسلطات جنوب أفريقيا من بذل المزيد من الجهود إذا أرادت التصدي للإفلات من العقاب على أعمال العنف التي ترتكب بدافع من رهاب الأجانب وغيرها من الانتهاكات التي طال عليها الأجل لحقوق الإنسان بشكل فعال. إذ دفعت هجمات واسعة النطاق ضد اللاجئين والمهاجرين ومتاجرهم مؤخراً في منطقة ديربان أخيراً المسؤولين الحكوميين لاتخاذ بعض الإجراءات.

ففي الأسبوعين الماضيين، قتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص، وأصيب عديدون بجروح خطيرة، ونهبت محلات ونزح أكثر من 1,000 شخص في ديربان، بمقاطعة كوازولو ناتال.

نحن نعرف أن الشرطة تقوم باعتقالات. ولكن يجب على السلطات مباشرة تحقيقات وافية وشفافة ومستقلة، وتقديم الجناة المشتبه بهم إلى ساحة العدالة

سيسيإمبيلو شاىلث- بوثاني، المدير التنفيذي لفرع منظمة العفو الدولية في جنوب افريقيا

وتعليقاً على هذه الظاهرة، قال المدير التنفيذي لفرع منظمة العفو الدولية في جنوب افريقيا، سيسيإمبيلو شاىلث- بوثاني: “نحن نعرف أن الشرطة تقوم باعتقالات. ولكن يجب على السلطات مباشرة تحقيقات وافية وشفافة ومستقلة، وتقديم الجناة المشتبه بهم إلى ساحة العدالة.

“ويجب القضاء على ثقافة الإفلات من العقاب”.

وقد ناشدت منظمة العفو الدولية بصورة متكررة حكومة جنوب أفريقيا، بما في ذلك في يناير/كانون الثاني من هذا العام، وضع خطة منهجية تشمل الشرطة وغيرها من الأجهزة لمنع الهجمات التي تستدف اللاجئين وحمايتهم.

وجاءت الهجمات السافرة، التي شملت أعمال عنف ضد الصحفيين الذين يغطون الأحداث وضد بعض تدخلات الشرطة، عقب أشهر من أعمال العنف المماثلة في مقاطعات أخرى من جنوب أفريقيا، بما في ذلك مقاطعتا غوتنغ ومبومالانغا.

وفي 13 أبريل/نيسان 2015، شكل رئيس وزراء إقليم كوازولو ناتال، سنزو مشونو، فريق عمل من الخبراء، تحت قيادة المفوضة السامية السابقة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، للتحقيق في أسباب العنف في المقاطعة.

ويتخذ العنف ضد اللاجئين في كوازولو ناتال شكلاً غير عادي، ويبدو أنه قد نجم عن تصريح نسب إلى ملك الزولو، غودويل زويليثيني، وقال فيه إنه على الحكومة أن تتخذ الخطوات اللازمة لمغادرة جميع الأجانب جنوب أفريقيا.

وفي 13 أبريل/نيسان 2015، نقل عن الأمين العام لحزب “لمؤتمر الوطني الأفريقي”، غويدي مانتاشي، تصريح ذكر فيه أن هناك حاجة لإقامة معسكرات للرد على الهجمات ضد اللاجئين.

“أما من وجهة نظرنا، فهذا يقلب المشكلة رأساً على عقب، ويقوض نموذج التكامل في جنوب أفريقيا لحماية اللاجئين وربما يشجع عن غير قصد على المزيد من الهجمات ضدهم”.

وقد أدان الرئيس جاكوب زوما، عقب دعوت متكررة من منظمات المجتمع المدني ومنظمة العفو الدولية وهيئات إنسانية إلى تعيين لجنة وزارية مشتركة لمعالجة الأزمة المستمرة، أعمال العنف وأرسل وفداً رفيع المستوى للعمل مع حكومة الإقليم على معالجة الوضع في 12 إبريل/نيسان 2015. وشمل الوفد وزراء الشؤون الداخلية وأمن الدولة والشرطة.

إن السلطات الحكومية المحلية تتحمل المسؤولية أيضاً عن معالجة التوترات والتهديدات بسرعة فور ظهورها. وفي نهاية المطاف، تتحمل جميع المستويات الحكومية مسؤولية الوفاء بالتزامات جنوب أفريقيا في ضمان الحق الدستوري للجميع “بأن تكون البلاد خالية من كل أشكال العنف، سواء من مصادر عامة أو خاصة”، دون أي تمييز.