اليمن: وفاة مالا يقل عن ستة مدنيين حرقاً في مزيد من الغارات الجوية

قالت منظمة العفو الدولية، حيث أكدت وفاة ما لا يقل عن ستة مدنيين، من بينهم أربعة أطفال، كانوا من بين 14 شخصاً تعرضوا للموت حرقاً في مزيد من الضربات الجوية في ساعات هذا الصباح الباكر؛ هناك أدلة متزايدة على أن التحالف العسكري، الذي تقوده السعودية، قد فشل في اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحيلولة دون وقوع الوفيات بين المدنيين، وسط الغارات الجوية المستمرة على مواقع في أنحاء اليمن.

وقد نُفذت الغارات الجوية حوالي الساعة الثانية صباحاً بتوقيت إب، وكانت تستهدف، على ما يبدو، نقاط تفتيش تابعة للحوثيين، فضلاً عن طرق امداد بالوقود بين محافظتي يريم وذمار، وكان من بين الموتى أربعة أطفال وامرأتان، إلا جانب ثمانية رجال؛ ولا يعرف إن كان من بين هؤلاء أي مقاتلين. وتم نقل ما لا يقل عن 31 آخرين إلى المستشفى، وقد أصيبوا بحروق وجروح من جراء الشظايا.
 

إنه وبعد عدة أيام من القصف المركز على عدة مناطق في اليمن، أصبح من الواضح، وبشكل متزايد، أن التحالف الذي تقوده السعودية يغض الطرف عن عدد القتلى من المدنيين والمعاناة التي سببها تدخله العسكري

سعيد بومدوحة، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية

وقال سعيد بومدوحة نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية: “إنه وبعد عدة أيام من القصف المركز على عدة مناطق في اليمن، أصبح من الواضح، وبشكل متزايد، أن التحالف الذي تقوده السعودية يغض الطرف عن عدد القتلى من المدنيين والمعاناة التي تسبب فيها بتدخله العسكري.”

“ويتطلب القانون الإنساني الدولي جميع الأطراف المتحاربة في اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة للحيلولة دون وقوع المدنيين وسط العمليات القتالية”.

وتشمل الاحتياطات إعطاء إنذار مسبق فعال من الهجمات التي قد تشكل خطراً على السكان المدنيين، أو إلغاء أو إيقاف الهجوم إذا ما اتضح أنه من المرجح أن يوقع ضحايا مدنيين أو يتسبب في حدوث أضرار، واختيار وسائل وأساليب هجوم تقلل من الخطر على المدنيين والأهداف المدنية.

وقد تم تدمير محطتي وقود في الضربات الجوية على إب. ووفقاً لصاحب إحدى المحطتين، فقد قتل عدة ركاب في إحدى السيارات كانت قد توقفت للتزود بالوقود، وأصيب أحد عمال المحطة. ولم تستطع منظمة العفو الدولية التأكد إذا ما كان هناك مصابون آخرون في محطة الوقود.

ووقع هجوم ثالث، استهدف على ما يبدو ناقلة وقود عابرة، مما أضرم النار فيما لا يقل عن ثلاثة منازل للمدنيين في مجموعة من المنازل تتكون من 30-40 منزلاً.

ينبغي على جميع القوات أن تتجنب نشر أو تحديد أهداف عسكرية أو مقاتلين داخل أو بالقرب من المناطق المكتظة بالسكان. ومع ذلك، فإن الوجود المزعوم للمقاتلين قرب المواقع المدنية، بما فيها مخيمات للنازحين، لا يعني أن الأطراف المتحاربة يمكن لها نسيان واجبها نحو تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين

سعيد بومدوحة، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية

وأخبر الدكتور حمود الجيحافي في مستشفى يريم منظمة العفو الدولية كيف وصل القتلى والمصابين بعد إن أصيبوا بحروق مروعة، وجروح من جراء الشظايا.

إصابة مخيم وسوق بالضربات الجوية

وقع الهجوم على إب إثر مقتل 29 مدنياً، من بينهم أطفال، في الغارات الجوية على أحد الجسور في مخيم المزرق للنازحين داخلياً في صنعاء، شمالي اليمن بالقرب من الحدود مع السعودية. بينما استهدف سوق الكتف القرب من قاعدة الكتف العسكرية يوم الجمعة؛ حيث قتل 20 شخصاً، من بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب 16 شخصاً.

هذا وقد أدانت وكالات الإغاثة الإنسانية، بما في ذلك اليونيسيف ومنظمة أطباء بلا حدود، الهجوم على المزرق، ودعت جميع أطراف النزاع المسلح في اليمن إلى احترام حياد المرافق الطبية والموظفين، والسماح بوصول المساعدة الطبية للجرحى دون عائق.

وثمة تقارير متضاربة عن وجود مزعوم للمقاتلين الحوثيين بالقرب من المخيم. وحتى لو كان هذا صحيحاً، فإن هذا لا يبرر الهجوم على منطقة مدنية مكتظة بالسكان.

واختتم سعيد بومدوحة قوله: ينبغي على جميع القوات أن تتجنب نشر أو تحديد أهداف عسكرية أو مقاتلين داخل أو بالقرب من المناطق المكتظة بالسكان. ومع ذلك، فإن الوجود المزعوم للمقاتلين قرب المواقع المدنية، بما فيها مخيمات للنازحين، لا يعني أن الأطراف المتحاربة يمكن لها نسيان واجبها نحو تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين”.