العراق: يجب توفير الحماية للمدنيين عقب استيلاء المتمردين على الموصل

عقب اضطرار حوالي نصف مليون شخص إلى الفرار من منازلهم، قالت منظمة العفو الدولية أنه يجب، وبأي ثمن، توفير الحماية للمدنيين الذين علقوا وسط القتال في مدينة الموصل والسماح لهم بمغادرة منطقة النزاع بأمان.

وفي معرض تعليقه على الموضوع، قال نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية، سعيد بوميدوحة: “يشكل استيلاء جماعات المعارضة المسلحة على الموصل تطورا مقلقا جدا ينطوي على تبعات خطيرة على صعيد حقوق الإنسان في العراق”.

وأضاف بوميدوحة قائلا: “ويتعين على طرفي النزاع الحرص على عدم جعل المدنيين يتحملون تبعات العنف أثناء تناحرهما للسيطرة على المدينة”.

وأعلنت السلطات العراقية بالأمس أن قواتها الأمنية قد خسرت سيطرتها على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، لصالح جماعات المعارضة المسلحة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) عقب صدامات مسلحة وقعت في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.

ولقد أجبرت أعمال العنف الأخيرة حوالي نصف مليون شخص على الفرار من الموصل والمناطق المجاورة، وذلك وفق ما جاء في الأرقام الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة في 10 يونيو/ حزيران الجاري.

والموصل هي ثاني مدينة تقع في قبضة الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم (داعش) خلال الأشهر الستة الأخيرة عقب دحرها قوات الأمن العراقية من الفلوجة في يناير/ كانون الثاني الماضي.

ولقد تسبب القتال في الأنبار بنزوح زهاء نصف مليون عراقي منذ يناير/ كانون الثاني وأوقع 5520 قتيلا بين المدنيين.

وقال بوميدوحة: “ما من شك أن النزاع في الموصل سوف يضيف فصلا جديدا إلى معاناة العراقيين.  ويتعين على جماعات داعش المسلحة وقوات الأمن العراقية تفادي تكرار أعمال العنف التي وقعت ضد المدنيين في الفلوجة، وينبغي علي طرفي النزاع عدم منع المدنيين من مغادرة المنطقة”.

ولقد استخدمت القوات الحكومية القصف العشوائي في الفلوجة خلال الأشهر الستة الأخيرة، بما في ذلك المستشفيات والمناطق السكنية.

ولقد أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) مسؤوليته عن عدد من التفجيرات بالسيارات المفخخة في مناطق أخرى من العراق انتقاما من الهجمات الحكومية المذكورة.

وأضاف بوميدوحة قائلا: “يجب على حكومة إقليم كردستان والبلدان المجاورة توفير الملاذ للمدنيين الفارين من النزاع”.

واختتم بوميدوحة تعليقه قائلا: “كما يجب على المجتمع الدولي أن يوفر المساندة والدعم على صعيد تلبية الاحتياجات الإنسانية للنازحين جراء أعمال العنف”.

ووقع القتال في الموصل عقب أسابيع من قيام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإعلان نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في أبريل/ نيسان، ووسط المفاوضات الجارية لتشكيل حكومة جديدة.

كما أفادت تقارير صادرة اليوم بأن قوات داعش قد استولت على مدينة تكريت الواقعة على بعد 95 ميلا شمال بغداد.