يجب على بلغاريا لجم العنف ضد الأجانب والعنصرية بعد وقوع سبعة اعتداءات في هذا الشهر

قالت منظمة العفو الدولية إنه يتعين على السلطات البلغارية أن تبعث برسالة واضحة بأنها ستتخذ جميع التدابير الضرورية للجم الموجة المتصاعدة من الهجمات ضد اللاجئين والمغتربين في شوارع العاصمة، صوفيا. وتأتي هذه الدعوة عقب إصابة رجلين سوريين في العشرينيات والثلاثينيات من العمر بجروح نتيجة تعرضهما لهجوم عنيف في حي مصنع السكر، بصوفيا. وورد أن رجلاً ثالثاً استهدف في الهجوم ولكنه نجا دون إصابة. وهذه هي المرة السابعة التي تقع فيها اعتداءات من هذا القبيل في شوارع المدينة منذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2013. وفي هذا السياق، قالت جيزيركا تيغاني، نائبة مدير برنامج أوروبا وآسيا الوسطى في منظمة العفو الدولية، إن “السلطات البلغارية ظلت حتى الآن تسعى إلى التقليل من شأن أعمال العنف هذه، باعتبارها أعمال نشل وسطو وجرائم عادية، عوضاً عن التحقيق فيها وتقديم مرتكبيها إلى ساحة العدالة. وبلغاريا ملزمة، بمقتضى القانون الدولي، بأن تتقصى أي دوافع كراهية يمكن أن تكون وراء هذه الجرائم. فجرائم الكراهية إهانة للكرامة الإنسانية. “ويتعين على السلطات البلغارية اتخاذ موقف واضح ومعلن بأنها لن تتساهل مع أعمال العنف. وينبغي توفير الحماية للاجئين والمهاجرين من التعرض لأية مضايقات وأعمال عنف.” ووقع الهجوم الأخير قرابة الساعة 11 من مساء الأحد في حي مصنع السكر، بصوفيا. ولحقت إصابات بكلا الضحيتين نتيجة لمحنتهما هذه، وهما رجل سوري يبلغ من العمر 27 سنة وكسر أنفه، بينما أصيب الرجل السوري الآخر، البالغ من العمر 35 سنة، بجروح متعددة في رأسه. وقد صرحت وزارة الداخلية البلغارية بأن نحو ثمانية أشخاص غير مسلحين قاموا بالهجوم – ولكن شهود عيان يقولون إن العدد كان يقرب من 25، وكان هؤلاء يحملون القفازات المعدنية والسكاكين. وورد أن الشرطة لا تستبعد كراهية الأجانب كدافع للهجوم. ويفسح القانون البلغاري المجال أمام مقاضاة مرتكبي جرائم الكراهية إذا انطوت الهجمات على العنف، أو إذا ارتكبت من قبل مجموعات من الأشخاص. وجاءت حادثة الليلة الماضية على إثر ست هجمات أخرى في العاصمة استُهدف فيها لاجئون ومهاجرون في الأسابيع الأخيرة. ففي 9 نوفمبر/تشرين الثاني، تعرض مواطن بلغاري من أصول تركية، يدعى ميتين، لهجوم أفقده وعيه، وما زال حتى الآن في غيبوبة.وبعض ضحايا الهجمات الأخيرة هم من المراهقين. ففي 4 نوفمبر/تشرين الثاني، تعرّض علي، وهو شاب سوري يبلغ من العمر 17 سنة، لهجوم بالقرب من مركز استقبال طالبي اللجوء في فوينا رامبا، كما تعرض شاب من مالي يبلغ من العمر 18 سنة للضرب والطعن في 10 نوفمبر/تشرين الثاني. وقد أشاعت الهجمات أجواء من الرعب على نطاق واسع في صفوف اللاجئين في صوفيا ومجتمع المهاجرين، الذين تحدثوا أيضاً عن ارتفاع شديد لمنسوب المضايقات والترهيب الذي يتعرضون له جراء تجول مجموعات من القبضايات في دوريات تجوب جادة بيروزكا والشوارع الأخرى في المدينة. ويشير استمرار ترويع المهاجرين وما يتعرضون له من هجمات إلى أن شرطة صوفيا، وغيرها من السلطات، لم تتخذ التدابير الكافية لمنعها. وتأكيداً لذلك، يقول بوريسلاف ديميتروف، منسّق منظمة “أصدقاء اللاجئين”، وهي جماعة محلية تقدم الدعم والمساعدة للاجئين والمهاجرين، إن “الطريقة التي تتعامل بها السلطات مع الوضع مثيرة للقلق. فهي تحاول أن تصور الهجمات الحالية ضد الأجانب على أنها أي شيء ما عدا أنها جرائم كراهية. بيد أن الوقائع تشير إلى أنها جرائم كراهية وينبغي إجراء تحقيقات وافية فيها بصفتها كذلك”.