محكمة روسية تدين أحد أتباع شهود يهوه بتهمة إثارة الكراهية

قالت منظمة العفو الدولية اليوم إن حكما أصدرته محكمة روسية على أحد أتباع جماعة “شهود يهوه” يدينه بتهمة إثارة الكراهية والبغضاء ضد الجماعات الدينية الأخرى لنشره منشورات تتعلق بمعتقدات “شهود يهوه” يعتبر اعتداء على حرية التعبير والاعتقاد الديني.

وكانت محكمة في “جمهورية ألطاي” ( إحدى جمهوريات الاتحاد الروسي)  قد حكمت الخميس الماضي على ألكسندر كاليستراتوف بالعمل مائة ساعة في خدمة المجتمع وذلك لقيامه بتوزيع كتيّبات لجماعة “شهود يهوه” قيل إنها تثير الكراهية ضد الكنيسة الكاثوليكية.وكانت “محكمة المدينة” في “غورنو-ألطايسك” قد سبق وبرأت ألكسندر كاليستراتوف من تهم في 14 أبريل/نيسان لقلة الأدلة.إلا أن “المحكمة العليا” في “جمهورية ألطاي” أبطلت حكم البراءة بناء على طعن تقدم به الادعاء وأمرت بأن تعيد نفس المحكمة النظر في القضية. وقال جون دالهوسين نائب مدير برنامج أوروبة ووسط آسية في منظمة العفو الدولية:” إن حكم المحكمة الصادر اليوم هو انتهاك لحق ألكساندر كاليستراتوف في التعبير السلمي عن آرائه الدينية. إن إدانته تتناقض مع القوانين الخاصة بروسيا وتتناقض أيضا مع التزاماتها وفق قانون حقوق الإنسان الدولي. ولهذا يجب إبطال الحكم.”وأضاف:” إن هذه القضية هي حلقة من سلسلة إدانات وأحكام قضائية تستهدف “شهود يهوه” لأسباب هي الأكثر زيفا ً.” وفي يونيو/حزيران الماضي حكمت المحكمة العليا للاتحاد الروسي بأن أي انتقاد لمنظمة سياسية أو دينية أو مجموعة إيديولوجية أو لعادات قومية أو دينية وحده لا يمكن تأويله باعتباره عملاً موجهاً بهدف إثارة الكراهية.وقالت المحكمة إن عبء الإثبات يقع على عاتق جهة الإدعاء لكي تثبت أن توزيع نصوص محظورة كان الهدف منه إثارة الكراهية. وهذا ما لم يتم إثباته في القضية المرفوعة ضد ألكسندر كاليستراتوف.وتتعلق التهم الموجهة ضد ألكسندر كاليستراتوف وهو رئيس فرع جماعة “شهود يهوه” في “جمهورية ألطاي” بتوزيع كتب وكتيبات ومجلات مثل “المرصد” (ذا ووتش تاور”) و “استيقظوا” ( أويك!). وكانت محاكم قد وجدت أن عدة مواضيع في هاتين المطبوعتين تثير الكراهية وهي على اللائحة السوداء للنصوص المحظورة التي وضعتها وزارة العدل الروسية. وينكر ألكسندر كاليستراتوف أنه قام بتوزيع كتيبات من اللائحة السوداء.وقد توصل القاضي إلى أن جملا ً كالجمل التالية والتي أخذت من أحد أعداد مجلة “المرصد” تثير الكراهية ضد الكنيسة الكاثوليكية: “ذهبنا إلى الكنيسة في سياتل، لكن لم يكن ذلك إلا إجراءً شكليا ً محضا ً، حيث لم يكن للدين أي مكانة هامة في حياتنا إلى أن قامت جيمي، وهي واعظة رائدة وشابة مرحة تعظ بـ”الأخبار السارة”، بطرق باب منزلنا. لقد كانت شخصية مبهجة إلى حد جعلني أوافق على دراسة الإنجيل.” وكانت المحاكمة قد بدأت في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2010. كما تتواصل حاليا ً جلسات محاكمات جنائية مشابهة في عدد من مناطق روسيا.

يذكر أن عدد أتباع طائفة “شهود يهوه” في أنحاء العالم يناهز سبعة ملايين شخص بمن فيهم ما ينوف عن 200 ألف شخص في روسيا. وقد منع هؤلاء من مزاولة نشاطاتهم في عدد من مناطق روسيا وفي بعض جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق. وكان قد تم حل فرع الطائفة في موسكو بناء على حكم صادر عن محكمة المقاطعة في عام 2004. وفي يونيو/حزيران من عام 2010 أعلنت “المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان” أن قرار حل ذلك الفرع انتهك حق حرية الاعتقاد الديني وحرية تكوين جمعيات وفق ما ينص عليه الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان.