1000يوم في السجن : محمد الركن يضحِّي بحريته في سبيل حقوق الإنسان في الإمارات العربية المتحدة

يصادف يوم الأحد الموافق 12 أبريل/نيسان ذكرى مرور 1000 يوم على احتجاز الدكتور محمد الركن في الإمارات العربية المتحدة إثر شن حملة قمعية جماعية على نشطاء سياسيين ونشطاء حقوق الإنسان. و يفعل مناضلو منظمة العفو الدولية حول العالم كل ما في  وسعهم للكفاح من أجل إطلاق سراحه

“لقد علَّمتني أهمية محاولة تغيير الأمور التي تبدو ظالمة.” كريستيان،كندا.

على مدى الأسبوعين الما ضيين تمكنتُ من قراءة وإحصاء نحو 4,000 بطاقة ورسالة جميلة من أجل محامي حقوق الإنسان الأستاذ الدكتور محمد الركن . فقد حُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات في الإمارات العربية المتحدة إثر محاكمة جماعية جائرة للغاية لأربعة وتسعين شخصاً من النشطاء ومنتقدي الحكومة، وأمضى مدة طويلة من الأيام الألف الماضية في سجن خاضع لإجراءات أمنية مشددة في صحراء أبو ظبي.

             لا تمثل هذه البطاقات سوى جزء صغير من العدد الضخم للبطاقات التي أرسلها

100,000 شخص ممن مارسوا ضغوطاً من أجل إطلاق سراح الركن كجزء من حملة “الكتابة من أجل الحقوق” التي قامت بها منظمة العفو الدولية في ديسمبر/كانون الأول الماضي. ويحدوني الأمل ف أن يتمكن الركن وأفراد عائلته من قراءة جميع تلك الرسائل وأن يستمدوا القوة والشجاعة عندما يعرفون أنهم ليسوا وحدهم. ولكن من المؤسف أن إرسال أي شيء لهم أمر غير آمن بسبب  المخاطر المحتملة التي تحدق بهم ولأن عائلات سجناء الرأي في الإمارات العربية المتحدة تتعرض لضغوط هائلة من قبل السلطات لحملها على التزام الصمت.                 

  الاعتقال والسجن والحبس الانفرادي

لقد صُدم العديد من الأشخاص عندما زُجَّ بالدكتور محمد الركن، وهو من دبي، في السجن، ولكنهم يخشون التعبير عن ذلك لأن أحداً لا يريد المصير نفسه.

ولا أحد يريد أن يُقبض عليه وأن يُحتجز منفرداً لعدة أشهر وأن يُسجن لمدة 10 سنوات. بل إن الناس يخشون التحدث إلى منظمة العفو الدولية بهذا الخصوص.

وأنا أكتب هذه المدونة بحذر شديد كي لا أتسبَّب بتعريض أحد للاعتقال أو المضايقة.    

                ولهذا السبب أشعر بالامتنان لكل مَن تحرك من أجل الدكتور الركن. إذ أن من الصعب للغاية القيام بحملة تتعلق بالإمارات العربية المتحدة لأنها غالباً ما تطغى عليها بلدان أكبر في المنطقة كالمملكة العربية السعودية. ولكنها لا تقل قمعاً تجاه المعارضة.  

                   كما أن من السهل أن لا ترى العين مثل تلك الحقائق، وذلك بتأثير ناطحات السحاب المدهشة وجمال التسوق والشواطئ المتوفرة في الإمارات العربية المتحدة.

بيد أن خلف تلك الواجهة ثمة عدد كبير من النشطاء وعائلاتهم ممن تم إسكاتهم في السنوات القليلة الماضية

أكتب إليك اليوم لأنني لا يسعني أن أقف مكتوف اليدين إزاء هذا الظلم وانعدام الحرية.

زلاتا، 12، كندا

إثر قيامهم بالدعوة إلى الإصلاح الديمقراطي والمطالبة بالمزيد من الحقوق والحريات.

    حظر السفر والمضايقة والمراقبة

 أعرف العديد من الأشخاص الذين قابلوا الدكتور الركن، ولاحظتُ أنهم جميعاً يكنُّون له كل الاحترام والثناء.

كما أن جميع الرسائل التي قرأتُها تعبِّر عن مشاعر الصدمة والحزن وعن الإعجاب بالقوة التي أبداها في ما أقدم عليه من عمل لا يملك الشجاعة في الإقدام عليه سوى عدد قليل جداً من الناس.

لقد كان شغوفاً بالدفاع عن حقوق الإنسان في الإمارات العربية المتحدة على الرغم من أنه كان بإمكانه أن يتجنب سنوات من التعرض للمضايقة وحظر السفر والرقابة والسجن لو أنه اختار الطريق الأسهل.

لم نتلقَّ أي رد من السلطات الإماراتية حتى الآن، ولكنني أعرف أنها على علم بحملتنا وأنها ستقرأ المدوَّنة. ويحدوني الأمل في أن تتحسن الأوضاع في هذا البلد؛ فهو بلد عظيم، وقد حقق قادته الكثير

مجرد واحدة من 4000 رسالة بعثت لدعم محمد الركن
مجرد واحدة من 4000 رسالة بعثت لدعم محمد الركن

من الإنجازات منذ تأسيسه في عام 1971.

بيد أن قدرة أية دولة على احترام وحماية حقوق الإنسان، وليس سجن الأشخاص الذين يدعون إليها، تشكل جزءاً من كونها دولة تقدمية.

ينبغي إطلاق سراح الدكتور الركن

آمل أن يتم إطلاق سراح محمد الركن وغيره من النشطاء المسجونين معه فوراً وبلا قيد أو شرط.

وآمل أن تتم إعادة العمل برخصته الخاصة بمزاولة مهنة المحاماة كي يتمكن من مواصلة عمله النبيل كمحام، والسماح له بإعطاء محاضرات بصفته أستاذاً في القانون من جديد.

ما رسالتي إلى الدكتور محمد الركن وعائلته في ذكرى مرور 1000 يوم على وجوده في السجن فهي: إن محنتك باتت معروفة في شتى أنحاء العالم، وإننا سنواصل النضال من أجلك إلى أن تستعيد حريتك.

لا يزال محامي حقوق الإنسان الدكتور محمد الركن في السجن منذ 1000 يوم في الإمارات العربية المتحدة. أطلقوا سراح الركن